“حزب الله” وإسرائيل.. هدنة أم اتفاق وربما انتظار “ترامب المعجزة”
تتباين التوقعات بين اتفاق طويل الأمد لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حزب الله”، وما يشاع عن “هدنة مؤقتة” كمطلب ضروري للطرفين، وربما انتظار “ترامب المعجزة” لوضح حد للقتال.
يبقى احتمال التوصل إلى وقف إطلاق النار قائما لأنه يلبي رغبة ضمنية عند الطرفين أولها ما يمثله من “استراحة” لمقاتلي “حزب الله” اللبناني الذي يعتبر نفسه لم يخسر شيئا على الأرض في هذه الحرب ولإسرائيل أيضا كي يلبي لها مطلبا داخليا غاية في الأهمية للبيت الداخلي الإسرائيلي وللأمريكي على حد سواء.
ما يساعد على وصف الاتفاق المنتظر بالاستراحة أن توقيع اتفاق حقيقي طويل الأمد يحتاج إلى إنجازات سياسية وعسكرية لم تتحقق بعد عند أي من الطرفين في لبنان وإسرائيل، ولذلك من المرجح أن يكون التوقيع على مجرد “هدنة” فقط.
ومع ذلك فالأطراف محتاجة إلى “هدنة” كفرصة لتلبية مطالب قد تكون حاجة ماسة للطرفين طالما أن الوضع الميداني “معلق” ولم يحقق أيا من الأهداف التي تم الإعلان عنها في وقت سابق.
كما أن بإمكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في هذه الحالة أن يقدم للجمهور الإسرائيلي اتفاق الهدنة وكأنه إنجاز تكتيكي لحكومته أمام الشارع الإسرائيلي الملتهب ولطالما أيضا كانت هناك مطالبات دولية له بوقف الحرب.
وأما الاستحقاقات الكبيرة في هذه الحرب، فلا تزال غير واضحة بناء على ما رسمه “حزب الله” وإسرائيل من تلك المواجهات الدامية ولن تكون “الهدنة” كافية لهما سوى ما تضمنته من تكتيكات تجري على خلفيتها ترتيبات لأوضاع قوات “اليونيفيل” من جديد وعودة بعض النازحين لتفقد بيوتهم ومنشآتهم التي خرجوا منها.
إلى ذلك، تعتبر مهلة للأطراف المتحاربة لإحصاء وحصر الخسائر التي نجمت عن المعارك ومن الممكن أن تعمل على ترميمها أو تعويضها.
الاتفاقات الكبيرة تحتاج إلى ضغوط وهذه الضغوط المطلوبة لا أحد قادر على ممارستها حاليا ولا أحد يمتلك القدرة حقيقةً سواء كان هذا طرفا عالميا أو إقليميا.. ويمكن اعتبار أن الضغوط استنفدت.
وقد يعتقد البعض أن الناس بانتظار “المعجزة ترامب”، إنما يجب انتظار أفعال الإدارة الجديدة لسيّد البيت الأبيض المقبل وللتأكد فيما لو كانت إدارته متهورة هوجاء قد تكرر سيناريوهات من سبقها أو أنها ستعمل حقا على إظهار قدرات خارقة لا يستطيع أحد غيرها القيام بها.
وهذا كله سيكون قيد الاكتشاف مع وصول ترامب إلى كرسيه.