انقسام داخل الحزب الديمقراطي حول فرص كامالا هاريس في الترشح للرئاسة 2028

يشكك الديمقراطيون في قدرة نائبة الرئيس السابقة كامالا هاريس، على خوض السباق الرئاسي عام 2028. ومع ذلك لا يستبعد معظمهم احتمال فوزها بترشيح الحزب إذا “لعبت أوراقها بشكل صحيح”.
وقد عادت هاريس إلى الواجهة السياسية مؤخرا من خلال خطاب ألقته في حفل خيري بمدينة سان فرانسيسكو، تناولت فيه أداء الرئيس دونالد ترامب خلال أول 100 يوم له في منصبه، منتقدة سياساته التي قالت إنها تسببت في “أكبر أزمة اقتصادية من صنع الإنسان في التاريخ الحديث لرئاسة الولايات المتحدة”، وهو ما أضفى على الخطاب نبرة مرشح محتمل مجددا.
وتبلغ هاريس من العمر 60 عاما، وتدرس خياراتها السياسية المستقبلية، حيث تعد من الأسماء المطروحة للترشح لمنصب حاكم ولاية كاليفورنيا في عام 2026، أو لخوض السباق الرئاسي مرة أخرى في عام 2028.
وقال أحد أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين، الذي طلب عدم ذكر اسمه للحديث عن الانتخابات المقبلة، ردا على سؤال عما إذا كان ينبغي لهاريس الترشح مجددا: “لا”. وأضاف أن هاريس حصلت على فرصتها، وأن الشعب الأمريكي قال كلمته، ولذلك ينبغي لها أن تمضي قدما وتترك المجال لغيرها.
وفي المقابل، فضل بعض الديمقراطيين استخدام لهجة أكثر دبلوماسية. إذ أعرب السيناتور جون هيكنلوبر، الذي سبق أن خاض الانتخابات الرئاسية في عام 2020، عن رأيه بأن هاريس ليست بالضرورة المرشحة الأوفر حظا، رغم تصدرها استطلاعات الرأي بفضل شهرتها الواسعة، إلا أنه يرى أن بإمكانها أن تسهم “برؤية ذات قيمة في النقاش السياسي”.
وعندما سئل عما إذا كانت هاريس ستكون مرشحة قابلة للفوز في الانتخابات المقبلة، قال: “الزمن كفيل بالإجابة.. أعتقد أنها ستضيف قيمة للمحادثة الوطنية”، موضحا أن “ما سيحدث خلال الأشهر الستة إلى الثمانية عشر المقبلة سيشهد ظهور آراء متعددة من الديمقراطيين حول أولوياتنا، وما هي القيم التي يجب أن نتصدر بها المشهد. ولهاريس منظورا مهما في هذا السياق.
وأكد هيكنلوبر أن خسارة هاريس أمام ترامب لا تعني بالضرورة عدم قدرتها على تشكيل تحالف انتخابي فائز في انتخابات عام 2028، مشيرا إلى أن “كل انتخابات لها خصوصيتها. نحن دائما نحاول عقد مقارنات واستخلاص استنتاجات من الانتخابات السابقة، لكني لا أعتقد أن خسارتها تعد عاملًا يقصيها”.
وقد كان الديمقراطيون في مجلس الشيوخ أكثر صراحة في دعوتهم لتجاوز هزيمة هيلاري كلينتون بعد خسارتها أمام ترامب في انتخابات عام 2016، رغم فوزها بالتصويت الشعبي حينها بفارق يقارب 2.9 مليون صوت. وقد حصلت كلينتون على 227 صوتا في المجمع الانتخابي، في حين حصلت هاريس على 226 صوتا فقط.
وعبر السيناتور مارتن هاينريش عن انفتاحه لفكرة ترشح هاريس مرة أخرى، رغم أنه يرى أنها ستواجه منافسة كبيرة. وقال: “أنا من المعجبين بكامالا هاريس، وقد استمتعت بالعمل معها. أعتقد أن الجدول الزمني مختلف كثيرًا هذه المرة عما كنا عليه سابقًا، وسيكون لدينا عملية انتخابية مفتوحة”. وأضاف: “أي شخص يعتقد أنه يمتلك المؤهلات اللازمة سيخوض السباق، وسيبرز شخص ما في النهاية”.
ويعتقد الديمقراطيون الذين يرون أن هاريس لا تزال تملك حظوظا في الانتخابات المقبلة أن حملتها كانت مقيدة بسبب الفترة الزمنية القصيرة التي أتيحت لها كمرشحة رسمية، إذ لم ينسحب الرئيس السابق جو بايدن من السباق إلا في 21 يوليو، مما منحها وقتا محدودا للاستعداد.
ورغم إشادة عدد من المشرعين الديمقراطيين بأداء هاريس خلال حملتها التي استمرت 107 أيام في عام 2024، إلا أنهم شعروا بخيبة أمل عميقة بعد النتائج، إذ خسرت جميع الولايات السبع المتأرجحة، بما فيها ولايات الجدار الأزرق مثل ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن، كما خسرت التصويت الشعبي بفارق 2.3 مليون صوت.
ولم تتوقف خيبة الأمل عند هذا الحد، إذ رأى بعض المشرعين أن أداء هاريس السيئ أثر سلبا على فرص مرشحي الحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ، حيث خسر عدة أعضاء مقاعدهم على الرغم من الإنفاق الكبير في حملاتهم. فقد خسر الديمقراطيون أربع مقاعد في مجلس الشيوخ وأغلبية المجلس.
ومع ذلك، يرى عدد من الديمقراطيين أن المناخ السياسي السلبي للحزب في العام الماضي تجاوز حدود ترشيح هاريس وحدها. ويحمل العديد منهم مسؤولية ذلك لأداء بايدن الكارثي في المناظرة الأولى أمام ترامب في 27 يونيو، ورفضه الانسحاب من السباق لعدة أسابيع رغم الضغوط المكثفة من المشرعين والمتبرعين.