أغراها الوليد بن طلال بالعودة للمملكة.. فارسة دولية سعودية تزعم تلقيها تهديدات بالتسميم والاختطاف

ادعت معارضة وفارسة سعودية سابقة مُقيمة في لندن حالياً، أنها تلقت عدداً من التهديدات، منها بلاغ باحتمال تعرضها للتسميم، بعد أن تحدثت علناً ضد المملكة، وفق ما ذكره موقع Middle East Eye البريطاني، الأربعاء 16 ديسمبر/كانون الأول 2020.

فقد احتُفي بالحاولفارسة علياء في السعودية منذ عام 1996، ثم صارت في 2005 أول فارسة سعودية تنافس دولياً. وانتقلت بعدها للعيش في المملكة المتحدة عام 2011، ومنذ ذلك الحين وهي تناهض علناً سياسات الرياض، ومنها التدخل العسكري للتحالف الذي تقوده السعودية في حرب اليمن.

إغراءات لإقناع فارسة سعودية بالعودة

إذ قالت علياء الحويطي لصحيفة Dagbladet النرويجية إنها استُدعيت فارسة سعودية إلى السفارة السعودية في لندن بعد الإفصاح عن آرائها، وإن فرداً ملكياً حاول “إغراءها” للعودة إلى البلاد.

كما أضافت علياء أنها استُدعيت إلى السفارة السعودية في لندن عام 2018، بسبب تغريدات كتبتها.

متحدثةً إلى صحيفة Dagbladet، قالت فارسة سعودية: “حاول السفير إقناعي بتغيير ما كتبته على تويتر. وكنتُ مذعورة. أرادوا مني أن أؤيد حرب اليمن وأتوقف عن انتقاد النظام”.

بينما أردفت الفارسة السعودية التي تحولت إلى ناشطة، أنه لم يُفرج عنها إلا بعد موافقتها على مسح تغريداتها الإشكالية، على الرغم من أنها لم تمسحها في النهاية كما وعدت.

وقتها كانت علياء تعمل في السفارة السعودية، لكنها استقالت وقررت أن تصير ناشطة معارضة، “بسبب سلوكيات النظام”.

الملك سلمان مع ابنه ولي العهد/ رويترز
الملك سلمان مع ابنه ولي العهد/ رويترز

الخوف من التسميم و الاختطاف

قالت علياء أول فارسة سعودية دولية إنها تلقت رسائل على واتساب وتويتر تفيد بأنهم سيُلقون حمضاً على وجهها، وأنهم سيُطلقون الرصاص عليها، أو يدهسونها بسيارة، أو يخطفونها، “وأنّ عليّ توخي الحذر. وأُرسلت إليّ صورٌ لمنشار”.

الفارسة السعودية تابعت حديثها للصحيفة: “وردتني رسالة بأن رجلين من السعودية قادمين إلى لندن ومعهما جرعة من السم، وأن السم صُنع بطريقة خاصة تُخفي أي أعراض تدل على التسمم إذا ما قُتلتُ به”.

بينما لم ترد السفارة السعودية في لندن على التساؤلات بشأن هذا التهديد بالتسميم أو على أي من ادعاءات علياء.

إغراء من الوليد بن طلال لعودة علياء الحويطي

كما زعمت أول فارسة سعودية دولية أن الأمير الوليد بن طلال، وهو رجل أعمال ثري أُدرج في قائمة مجلة TIME الأمريكية لأكثر 100 شخصية مؤثرةٍ عام 2008، حاول “إغواءها” بالعودة إلى السعودية.

إذ نشرت Dagbladet رسائل قالت إن الأمير أرسلها إلى علياء، وجاء فيها: “يمكنك المجيء إذا أردت. لدينا إسطبلات جميلة للجياد. لكن عليكِ القدوم بسرعة، فالوظيفة مشغولة بالفعل، والجياد بحاجة إلى المساعدة والرعاية الفورية. كل شيء واضح تماماً”.

قالت علياء أول فارسة سعودية دولية إن الرسائل اتسمت بنبرة ودودة، لكنها شعرت كأنها “تُغوى” للعودة إلى المملكة. وقالت إنها تلقت عروضاً سخية أخرى للعودة إلى الوطن من سعوديين أثرياء، شرط أن تبدأ في دعم السلطات، وأفادت صحيفة Dagbladet بأنها طلبت تعليق الأمير الوليد بن طلال ولم تتلق رداً.

علياء الحويطي مع الوليد بن طلال
علياء الحويطي مع الوليد بن طلال

معارضة مشروع نيوم علناً

تنتمي علياء أول فارسة سعودية دولية إلى قبيلة الحويطات، التي حظيت باهتمام دولي في الأعوام القليلة الماضية، بسبب مشروع مدينة نيوم الضخمة المثير للجدل.

يُفترض أن ينتهي مشروع نيوم القائم على ساحل البحر الأحمر في منطقة تبوك، والذي تشير إليه الرياض بأنه المشروع الأكثر طموحاً بالعالم، في 2025. ومن المُقرر أن تُساوي مساحة نيوم ضعف مساحة مدينة نيويورك سيتي 33 مرة.

لإفساح الطريق أمام المدينة الجديدة، طُرد أبناء قبيلة الحويطات من منازلهم.

كما أورد موقع Middle East Eye البريطاني في أبريل/نيسان، أن الناشط عبدالرحيم الحويطي قُتل رمياً بالرصاص عقب تصويره مقاطع فيديو يحتج فيها على ترحيله.

من جانبها تحدثت علياء كثيراً معارِضةً هذا المشروع، الذي شرّد النساء والرجال في قبيلتها. وقالت إن عبدالرحيم الحويطي قُتل “ليكون عبرة لكل من يُفكر في المعارضة”.

فرق أمنية في سفارات المملكة بأوروبا

من جهتها، نقلت صحيفة The Independent البريطانية عن معارضين سعوديين، قولهم إنهم باتوا في خشيةٍ على حياتهم بعد تقارير زعمت أن الرياض استخدمت سفاراتها الأوروبية لاستهداف منتقدين لها ولولي العهد محمد بن سلمان في الخارج خلال الأشهر التي سبقت اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول.

حسبما ورد في تقرير الصحيفة البريطانية، الأربعاء 16 ديسمبر/كانون الأول، فإن مسؤولين سعوديين في صيف 2018 وجّهوا توبيخاً عنيفاً لأحد المعارضين في سفارة البلاد بلندن، كما أرسلوا فريقاً أمنياً ضخماً إلى النرويج، ربما لاستهداف ناشط معارض آخر في المنفى.

جاءت التقارير، التي نشرتها هذا الأسبوع صحيفة Dagbladet النرويجية ذات الانتشار الواسع، لتثير تساؤلات جدية حول مدى استخدام النظام السعودي لسفاراته وقنصلياته في الخارج كقاعدة انطلاقٍ لعملياتٍ استخباراتية تستهدف المعارضين والأعداء المفترضين لولي العهد والحاكم الفعلي للمملكة، محمد بن سلمان.

وفقاً للصحيفة النرويجية، فإن السلطات السعودية ربما حاولت استهداف إياد البغدادي، الناشط المعارض للنظام السعودي والمقيم بأوسلو، وعلياء الحويطي، الناشطة المقيمة في لندن والتي سبق أن انتقدت الحرب السعودية في اليمن ومشروع “نيوم” على البحر الأحمر، مشيرةً إلى عواقبه التي  تتضمن تشريد قبيلتها التي سكنت المنطقة لقرون.

مع ذلك، لم تردّ السعودية بعد على أي من تلك التقارير، كما لم ترد فوراً على طلب صحيفة The Independent للتعليق، غير أنها نفت في الماضي مزاعم بأنها تستخدم بعثاتها الدبلوماسية لقمع منتقديها، واصفةً هذه الاتهامات بأنها لا أساس لها من الصحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى