لاجئو سوريا يواجهون الفقر المدقع في لبنان

نقل موقع Middle East Eye البريطاني في تقرير نشره يوم الجمعة 18 ديسمبر/كانون اﻷول 2020، عن الأمم المتحدة التي رصدت أوضاع اللاجئين السوريين في لبنان، أن هناك 9 من كل عشر عائلات سورية لاجئة تواجه الفقر الشديد في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة التي تواجهها البلاد، من جرّاء انتشار فيروس كورونا.

تقرير الأمم المتحدة الذي جاء بناء على دراسة مشتركة بين المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، قال إن الانكماش الاقتصادي والتضخم الحاد وانفجار مرفأ بيروت، تسببت في معاناة ضخمة للاجئين، وضمنهم السوريون وفق ما قالت وكالة الأناضول 19 ديسمبر/كانون الأول 2020.

جدير بالذكر أن انفجاراً وقع في يوم 4 أغسطس/آب 2020، بمرفأ بيروت، تسبب في مقتل نحو 200 شخص وأكثر من 6000 جريح، فضلاً عن أضرار مادية هائلة في الأبنية السكنية والمؤسسات التجارية، ما زاد من معاناة ما يقارب مليون لاجئ سوري.

تقرير الأمم المتحدة قال إن نسبة الأسر السورية اللاجئة بلبنان، والتي باتت تعيش تحت خط الفقر المدقع، بلغت 89% عام 2020، مقارنة بـ55% في عام 2019، حيث يعيش معظمهم بأقل من 200 دولار للشخص الواحد كل شهر، ونقل البيان، عن ممثلة مفوضية اللاجئين في لبنان، ميراي جيرار، قولها إنَّ “وضع اللاجئين السوريين في لبنان يتدهور منذ أعوام”.

تراكم الديون على اللاجئين
كما أضافت جيرار: “غير أن نتائج الدراسة لهذا العام تشكل مؤشراً دراماتيكياً على مدى صعوبة الصمود والنجاة بالنسبة إليهم”. وتابعت: “اللاجئون يواجهون اليوم أصعب فصل شتاء لهم حتى هذا التاريخ في لبنان بموارد ضئيلة لا تكفي لكي ينعموا بالدفء والأمان”.

في المقابل أشارت نتائج الاستطلاع، حسب تقرير الأمم المتحدة، إلى أن الديون المتراكمة على العائلات السورية ارتفع بنسبة 18% في عام 2020، وذلك بسبب الحاجة لشراء الطعام، يليه الإيجار والأدوية.

جدير بالذكر وفي شأن ذي صلة، بدأت السلطات اللبنانية، السبت 19 ديسمبر/كانون اﻷول 2020، إخلاء مجمع سكني في قضاء صيدا جنوبي لبنان، يقطنه نحو 1600 لاجئ سوري، مع ورود تقارير رسمية تحذّر من خطر انهياره. جاء ذلك عقب طلب “المصلحة الوطنية لنهر الليطاني” (جهة رسمية تراقب أوضاع الأبنية المحاذية للنهر) من وزارة الداخلية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2020، إخلاء المجمع بسبب تصدعات إنشائية تهدد المبنى بالانهيار.

في المقابل يعيش بلبنان أكثر من مليون لاجئ سوري، مسجلين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيما تقدّر الحكومة اللبنانية عددهم الفعلي بـ1.5 مليون لاجئ. وبحسب مراسل الأناضول، فإن عملية الإخلاء تتم تحت إشراف عناصر قوى الأمن الداخلي والشرطة البلدية والمصلحة الوطنية لنهر الليطاني.

عشرات العائلات يواجهن المجهول
فيما بدأت عشرات العائلات صباحاً بمغادرة المجمع، وتقوم شاحنات صغيرة بنقل أغراضهم إلى مساكن بديلة تم تأمينها بالتنسيق مع جمعيات ترعى اللاجئين. ومن المتوقع أن تستمر عملية الإخلاء عدة أيام.

في المقابل يعاني لبنان منذ شهور، أسوأ أزمة اقتصادية عرفها بعد الحرب الأهلية (1975ـ1990)، حيث انهارت قيمة الليرة، وبات أكثر من نصف سكان البلاد يعيشون تحت خط الفقر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى