عنف أو حرب أهلية ثانية!.. الناخبون يحبسون أنفاسهم مع تصاعد الخوف من عواقب نتائج الانتخابات الأمريكية
ويتابع ملايين الناخبين الأمريكيين هذه الانتخابات بقلق واسع خشية اندلاع أعمال عنف قد ترافق الإعلان عن نتائج الانتخابات الأهم دولياً، فيما غذّت تصريحات من كلا المرشحين مشاعر القلق لدى الناخبين قبل ساعات من بدء التصويت.
ويتذكر الناخبون كيف اندلعت أعمال عنف واسعة في الانتخابات الرئاسية الماضية قبل أربع سنوات عندما اقتحم محتجون موالون للرئيس السابق ترامب مبنى الكونغرس الأمريكي لوقف المصادقة على نتائج الانتخابات التي أقصت المرشح الجمهوري وأهدت الفوز للرئيس جو بايدن.
وقد برزت هذه المخاوف بشكل كبير في تغطية الصحافة الغربية، الأمريكية منها والأوروبية، للانتخابات الأمريكية، وحملت تقارير صحف شهيرة عناوين تتحدث عن مخاوف بشأن اندلاع أعمال عنف أو حتى حرباً أهلية في الولايات المتحدة.
مجلة نيويوركر الأمريكية الشهيرة نشرت تقريراً مطولاً ضمن تغطيتها للانتخابات الأمريكية، جاء تحت عنوان: الأمريكيون يستعدون لحرب أهلية ثانية.
ورصدت المجلة الأمريكية مشاعر القلق التي تنتاب الأمريكيين الذين بدأو في الاستعداد لأعمال عنف محتملة ترافق الانتخابات عن طريق تخزين المؤن.
ونشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أيضاً تقريراً حمل عنوان: كيف يشعر الأمريكيون تجاه الانتخابات؟ بقلق وخوف.
وقالت الصحيفة الأمريكية إن الولايات المتحدة تدخل يوم الانتخابات وسط مشاعر القلق من اندلاع حوادث العنف السياسي، ومحاولات الاغتيال، ووعود الانتقام من المعارضين.
فيما جاء عنوان صحيفة التلغراف البريطانية في إحدى تقاريرها عن الانتخابات الأمريكية: هل تشعل الانتخابات الأمريكية حرباً أهلية؟
في هذا التقرير نستعرض أهم المشاهد التي تعكس حالة القلق التي تشهدها الولايات المتحدة من اندلاع أعمال عنف تتزامن مع عقد الانتخابات الرئاسية.
لم تكن حالة القلق من اندلاع أعمال عنف التي قد ترافق الانتخابات الأمريكية بمعزل عن المرشحين الرئيسيين في هذه الجولة.
فقد أثارت ادعاءات ترامب بشأن تزوير الانتخابات في ولاية بنسلفانيا مخاوف من أنه قد يحاول مجدداً قلب نتائج الانتخابات إذا قدم أداءً سيئاً أمام هاريس في الانتخابات.
وادعى ترامب مجدداً أن خسارته في عام 2020 أمام الرئيس الديمقراطي جو بايدن جاءت نتيجة عملية تزوير كبيرة في ولايات متعددة.
وقال ترامب قبل عدة أيام إن فتح تحقيق في استمارات تسجيل الناخبين في بنسلفانيا يدل على وجود تزوير لأصوات الناخبين.
وقال ترامب إن على أنصاره أن يتوقعوا فوزاً كبيراً في الانتخابات يوم الثلاثاء، مشيراً إلى أنه لا يستطيع أن يتخيل خسارته إلا “إذا كانت انتخابات فاسدة”.
وأثارت ادعاءات ترامب مخاوف من أنه يستعد لإلقاء اللوم مرة أخرى على تزوير أصوات الناخبين في حالة الخسارة المحتملة في ولاية بنسلفانيا، وهي أكبر الولايات السبع التي من المرجح أن تحسم نتيجة الانتخابات.
وقال في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، الخميس: “لقد أمسكنا بهم وهم ينفذون عملية غش كبيرة في ولاية بنسلفانيا”.
كما عبر حلفاء ترامب عن مخاوفهم من احتمال مشاركة أعداد كبيرة من غير المواطنين في الانتخابات، على الرغم من أن الأمثلة على حدوث ذلك تكاد لا تذكر، وفق تقرير لوكالة رويترز.
من جانبها، حذرت حملة هاريس، الإثنين، من احتمال أن يستغرق إعلان النتائج النهائية للانتخابات المقررة الثلاثاء “أياماً عدة”، مؤكدة على أهمية تفادي أي محاولات من معسكر ترامب للتشكيك بنزاهة العملية الانتخابية و”نشر الفوضى”.
وقالت جين أومالي ديلون، رئيسة حملة هاريس، إن “فرز بطاقات الاقتراع سيستمر لعدة أيام بعد الانتخابات، وهذا ليس دليلاً على تزوير، بل هو ببساطة جزء من العملية”.
ويستعد الديمقراطيون بقيادة هاريس لاحتمال أن يحاول ترامب إعلان فوزه في الانتخابات قبل فرز جميع الأصوات، كما فعل في عام 2020.
وقالت هاريس في مقابلة مع شبكة إيه.بي.سي الأربعاء “للأسف، نحن مستعدون إذا فعل ذلك. وإذا علمنا أنه يتلاعب بالصحافة ويحاول التلاعب بإجماع الشعب الأمريكي… فنحن مستعدون للرد”.
اتخذت السلطات الأمريكية إجراءات أمنية مشددة عند نقاط التصويت ومراكز فرز الأصوات من أجل ضمان أمن الانتخابات الرئاسية التي تشهدها البلاد صباح الثلاثاء.
ووفقاً لصحيفة واشنطن بوست، اتخذت السلطات المحلية في جميع أنحاء البلاد تدابير صارمة شملت تثبيت كاميرات أمنية حول نقاط التصويت ومراكز الفرز، وانتشار القناصة على أسطح المراكز.
وذكرت الصحيفة أن الشرطة أرسلت فرقاً إضافية إلى طرقات البلاد، مع تشديد عمليات المراقبة بالمسيَّرات.
وأوضحت أن الحرس الوطني رفع حالة تأهبه في ولايتي واشنطن ونيفادا تحسباً لاحتمال حدوث اضطرابات.
كما رُفع مستوى أمن صناديق الاقتراع إلى مستوى أعلى من خلال وضع “أزرار الطوارئ” في أكشاك التصويت.
وقال حاكم ولاية واشنطن، جاي إنسلي، إنه يجهز بعض أفراد الحرس الوطني ليكونوا على أهبة الاستعداد للتدخل وذلك بعد ورود معلومات ومخاوف من احتمال اندلاع أعمال عنف ذات صلة بانتخابات 2024.
وتعد الولاية واحدة من اثنتين شهدتا إضراماً للنيران في صناديق الاقتراع الأسبوع الماضي.
وكتب حاكم الولاية إنسلي في رسالة نُشرت على موقعه على الإنترنت، الجمعة، “بناءً على معلومات عامة ومحددة ومخاوف بشأن احتمال وقوع أعمال عنف أو أي نشاط غير قانوني آخر يتعلق بالانتخابات العامة لعام 2024، أريد التأكد من أننا مستعدون تماماً لأي موقف”.
3- استطلاعات رأي متشائمة
كشفت نتائج استطلاعات رأي صدرت في الآونة الأخيرة عن حالات قلق كبيرة من اندلاع حرب أهلية وأعمال عنف بالتوازي مع الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وكذلك عن مشاعر تشاؤم واحباط لدى الناخبين تجاهها.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة التايمز البريطانية أن أكثر من ربع الأميركيين يعتقدون أن الحرب الأهلية قد تندلع بعد الانتخابات الرئاسية هذا العام.
ووجدت مؤسسة يوجوف في استطلاع للرأي شمل 1266 ناخباً مسجلاً في الفترة من 18 إلى 21 أكتوبر/تشرين الأول أن المخاوف من اندلاع أعمال عنف محتملة للغاية أو محتملة إلى حد ما مشتركة بين مختلف الأطياف السياسية بين 27% من البالغين الأمريكيين، بما في ذلك 30% من النساء و24% من الرجال.
وقال 12% من المشاركين إنهم يعرفون شخصاً قد يحمل السلاح إذا اعتقدوا أن ترامب قد تعرض للخداع وحرمانه من الفوز. وقال 5% إنهم يعرفون شخصاً قد يفعل الشيء نفسه إذا اعتقدوا أن هاريس تعرضت للخداع.
فيما قال 84% من الناخبين قالوا إن أمريكا أصبحت أكثر انقساماً عما كانت عليه قبل عشر سنوات.
كما كشف استطلاع أخر للرأي أن 70% من الأمريكيين يشعرون “بقلق” أو “بإحباط” بشأن الانتخابات الرئاسية.
ويتشارك الديمقراطيون والجمهوريون نفس المشاعر بشأن الانتخابات، وفقاً لاستطلاع أجرته وكالة أسوشيتد برس ومركز NORC لأبحاث الشؤون العامة بين 24 و29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
4- ازدهار مبيعات الملاجئ
رصدت تقارير ازدهار مبيعات المخابئ المخصصة للبقاء على قيد الحياة في أمريكا خلال الأشهر القليلة الماضية مع استعداد الناس للعنف السياسي بعد الانتخابات.
وأعلنت مجموعة فيفوس، التي قامت بتحويل 575 ملجأ من الحرب العالمية الثانية في ولاية داكوتا الجنوبية وملجأ نووي من حقبة الحرب الباردة في ولاية إنديانا، إلى ملاجئ للبقاء على قيد الحياة، عن زيادة كبيرة في الطلب في شهر أكتوبر/تشرين الأول مقارنة بشهر سبتمبر/أيلول.
وقال دانتي فيسينو، المدير التنفيذي للمجموعة: “نشهد زيادة كبيرة في الطلب الآن، نظراً لكوننا في عام انتخابات في الولايات المتحدة مع توترات ومخاوف شديدة بغض النظر عن النتيجة”.
وأضاف:”دعونا نواجه الأمر، العالم أصبح مكاناً أكثر رعباً الآن أكثر من أي وقت مضى … لقد سئم الناس من وضع رؤوسهم في الرمال وباتوا في حاجة إلى الاستعداد بشكل أفضل”.
وتبلغ تكلفة المخابئ الفاخرة لدى مجموعة فيفوس 35 ألف دولار، وبينما رفضت المجموعة مشاركة بيانات المبيعات الدقيقة، قال فيسينو إن عدة مئات من المخابئ تم بيعها في جميع أنحاء الولايات المتحدة.