عشرون عاماً

إلى فدائيي خان يونس الذين نفذوا هجوم أول أمس وكل فدائيي غزة ..
عشرون عاماً
كنتَ سجناً عالِيَ الأسوار
مُغَلَّقَ الأبواب
لكن
مفتوح النوافذ
مُشرَعَاً
لكلِّ أنواء العواصف
عشرون شهراً عُمْرُ حربكَ
لكننا كجبال جَرزيمٍ وعيبال
وزيتون الجليل
هنا كطَودٍ راسخون
ستون يوماً عُمرُ جوعك
صارت الأحياء
مثل شرائطٍ وهياكلٍ
ومراتعٍ للموت
في قلب الطفولة
والكهولة والأمومة
تنهش الأحياء
كأنها ستون ناب
لا تبتئس
واحمل صليبك بيرقاً
فوق السحاب …
آلامُ جوعك
والعذابات المقيمة
تنتهي في يوم نصرك
رافعاً عنك العذاب
لا تبتئس
وأعلم بأنك تنتمي لجحافلٍ
باعت جماجمها
ومثل الملح ذابت في التراب …
واعلم بأنك تبتدي
يوم انتشاء الساعد المفتول
في عزم الشباب …
إنهض فأنت قيامةُ الدنيا
وأنت شمسٌ في عُلَاك
وارفع جبينك للذُرى
قمراً تُعَلِّقُه سماك
وانشر شعاعك في غدٍ
فالشمسُ يكسُفُها سناك
وتعال نجماً ساطعاً
فالبدر يخُسُفُه ضياك
وامضي إلى فجر يلوح
كلمعِ برقٍ في ذُراك …
خالد فهد .. شاعر فلسطيني