أوبينيا تايمز تحاور المستشار الاقتصادي ورجل الأعمال سليم سليمان أوغلو..
"إن آفاق التعاون مع الدول العربية كثيرة ومتنوعة، كالصناعة والتجارة وتطوير التكنولوجيا"
حوار.. هناء الزريعي
في انفراد لموقع “أوبينيا تايمز” الإخباري، كان لنا هذا الحوار الشيق والمثمر والمفيد تحدث فيه ضيفي، عن مسيرته المميزة في ريادة الأعمال ورحلة الصعود لسلم النجاح.
ولأن النجاح لا يأتي مصادفة، ولكن نتيجة جهد وعرق دائم طوال سنوات، وكان لما امتلكه ضيفي من مقومات فكرية واقتصادية ناجحة، دورا أساسيا في مسيرته الناجحة..
ضيفي هو المستشار الاقتصادي ورجل الأعمال سليم سليمان اوغلو “Selim Suleymanoglu“،عضو جمعية رجال الأعمال التركية موصياد MÜSİAD ، وعضو مجلس إدارة شركات ومصانع اليتكو إليكتريك، وعضو مؤسس لشركة أبعاد النخبة السعودية، وكان مستهل الحوار طلب إخبارنا عن نشاطه كرجل أعمال, متى بدأه وكيف ولماذا؟ قال المستشار الاقتصادي، بدأت عام 2009 بتأسيس شركة وشراكة تجارية برأس مال متواضع تعتمد على الاستيراد من عدة دول كألمانيا والصين وتايلند والبيع والتسويق في دول الخليج العربي.
وأضاف أنه جرى تطوير العمل التجاري ليصبح صناعيا تجاريا عام 2014 مبنيا على أساس تقديم أجود المنتجات والسلع الكهربائية بأفضل الأسعار
وتابع أنه في عام 2019 جرى تطوير المصنع ليلبي حاجات عدة دول حول العالم من المواد الكهربائية.
وواصل الخبير الاقتصادي حديثه عن تطوير العمل فقال لقد أضيفت عام 2021 نشاطات جديدة وهي الأكاديمية والتعليم، والتجارة والتصدير، وتوريد المصانع وخطوط الإنتاج، والاستشارات.
وحول صفات رجل الأعمال الناجح؟ أكد رجل الأعمال سليمان أغلو أنه العمل بشكل ذكي وسريع بدلاً من العمل الشاق لفترات طويلة، وقال أيضا أنه العمل دائما ضمن فريق عمل متكامل، وتفويض الموظف المناسب في المكان المناسب، وممارسة القيادة والإدارة حسب المكان، وتحفيز الآخرين باستمرار.
وأردف أنه العمل ضمن رؤية استراتيجية حتى يكون العمل بأقل تكلفة وأفضل جودة، مع الاستمرار بنفس الأداء والتكيف والمرونة فيما يتعلق بمتطلبات السوق.
وأضاف ثم البحث في جميع تفاصيل العمل، وعدم إهمال إي شيء له علاقة بالمشروع، وتطوير الذات، والشجاعة في اتخاذ القرارات، والتفاني في العمل.
وعن التحديات الرئيسية التي تواجه أصحاب المشاريع، نبه الخبير الاقتصادي إلى الأخذ بعين الاعتبار النقاط التالية:
– تمويل المشروع والنفقات غير المتوقعة.
– بناء فريق عمل كفؤ.
– التخطيط بشكل واضح لكل المراحل وبنظرة استراتيجية، والالتزام بالخطة عند البدء بالتنفيذ من قبل جميع فريق العمل.
– مواجهة التحديات وعدم الاستسلام.
وفيما يتعلق بالفرص الموجودة في الدول العربية للخريجين الشباب الذين يريدون أن يصبحوا رجال أعمال. رأى الخبير الاقتصادي سليمان أوغلو أنه غالبا ما يكون أمامها تحديات كبيرة. لكنها تنتهي كلها بالإصرار على تحقيق الطموحات الكبيرة، ويجب أن تكون أفكارها من المحيط لكل فرد، وحسب احتياجات المجتمع، وأنه من الأفضل أن تبدأ بالصناعات الصغيرة والمتوسطة حتى تساهم في تنمية المجتمع وتغطي جزءا من متطلباته.
وحول أنه من المعروف أن العلاقات الاقتصادية تقرب بين الشعوب، كيف تقيم العلاقات الاقتصادية بين تركيا والدول العربية؟
قال الخبير الاقتصادي سليمان أوغلو مع الأسف أصبحت العلاقة الاقتصادية بين الشعوب مرهونة ومرتبطة مباشرة بالعلاقات السياسية بين الدول، فإذا كان الوضع السياسي غير مستقر أو يوجد أي توتر لأي سبب سياسي تبدأ المشاكل الاقتصادية بالظهور والتدهور، ومن الممكن أن تصل لحد القطيعة وخاصة مع الأنظمة غير الديمقراطية، وهذا ما يحصل غالباً، والأمثلة كثيرة على ما حصل ويحصل حاليا.ٍ
وحول كيف يمكن لتركيا بخبرتها الصناعية والاقتصادية المتقدمة، مساعدة بعض الدول العربية في تجاوز هشاشة اقتصادها الريعي؟
قال رجل الأعمال سليمان اوغلو.. أن يكون ذلك بالتركيز على تطوير العلاقات على جميع الأصعدة، وأن تمر بعدة مراحل إلى أن تصل إلى اتفاقيات تعاون مشترك في التطوير التكنولوجي والصناعي والتجاري، وأضاف أنه تجدر الإشارة هنا إلى أن جمعية رجال الأعمال والصناعيين الأتراك موصياد لها عدة فروع في العالم والوطن العربي، لتقديم الدعم لرجال ورواد الأعمال.
وعن تقديره كاقتصادي ورجل أعمال في مستوى التعاون الاقتصادي بين تركيا والدول العربية، وما هي آفاق هذا التعاون؟
أكد الخبير الاقتصادي أن التعاون بكل تأكيد قائم مع بعض الدول إلى أعلى مستوى، وأضاف أن آفاق التعاون كثيرة ومتنوعة، كصناعة وتجارة وتطوير التكنولوجيا.
وعن نصيحته كاقتصادي للدول العربية من أجل الاستفادة من التجربة الاقتصادية الناجحة التي وضعت الاقتصاد التركي في مصاف الاقتصادات العالمية الكبرى.
قال المستشار سليمان اوغلو.. كنصيحة اقتصادية انصح أولا بالقضاء على الفساد المالي والإداري الذي يقضي على جهود التنمية والمشاريع الناشئة، ومراعاة حقوق الإنسان وحرياته ضمن قيم المجتمعات، والابتعاد بالسياسة عن الاقتصاد، وتنويع الاقتصاد كي لا يكون اقتصادا ريعيا “النفط مثلاً”.
وفيما يتعلق برأيه في الأزمة التي يمر بها الاقتصاد التركي من ناحية التضخم وتراجع سعر الليرة.. الأسباب في رأيه؟ وكيفية التعافي من هذه الأزمة؟
رأى المستشار الاقتصادي سليمان اوغلو أن سعر الصرف غير المستقر الذي عانى منه المجتمع، ليس مقياسا من مقاييس أداء الاقتصاد التركي، لأن الاقتصاد التركي قائم على عدة ركائز قوية مخطط لها برؤيا استرتيجية من قبل حكومات حزب العدالة والتنمية وعلى رأسهم السيد الرئيس رجب طيب أردوغان.
وأضاف أما معدلات التضخم فهي ليست مرتفعة مقارنة مع معدلات التضخم العالمي، مع العلم أن تركيا حققت نسبة نمو خلال العام الماضي، في حين سجل العالم نسبة انكماش في الاقتصاد بسب أزمة كورونا التي مر بها الاقتصاد العالمي.
وحول رأيه في صحة قول، أن الدين والجوار والتاريخ ليس هو ما يربط تركيا بالوطن العربي فقط؛ وإنما الاقتصاد، ولماذا؟
أكد الخبير الاقتصادي سليمان اوغلو..أن روابط تركيا بالعالم العربي والإسلامي كثيرة وتعد من أقوي الروابط، كالرابط الديني والتاريخي والحضاري، كون التاريخ والحضارة العثمانية تمثل فخراً للمجتمعات الإسلامية، ويأتي بعدها الرابط الاقتصادي، وهنا تحضر قوة تركيا، كقوة اقتصادية ضاربة تعد فخرا للعالم الإسلامي.
وعن رأيه في أسباب ما يعانيه اقتصاد بعض الدول العربية ارتباطا بمعرفته بذلك عن قرب. وهل هذه المعاناة بنيوية ؟وكيف يمكن تجاوزها؟
رأى المستشار الاقتصادي سليمان اوغلو أن معاناة الدول العربية في بناء اقتصاداتها كثيرة، تبدأ من كونها ريعية وبدون رؤيا استراتجية، تبتعد بها الدولة وأصحاب القرار عن معاناة رجال الأعمال والاقتصاديين، ومن الممكن تعديل المسار بتوظيف كوادر ذات كفاءة عالية تضع الخطط الاستراتيجية، ونوه المستشار سليمان اوغلو إلى أن بعض الدول العربية تجاوزت هذه الأزمة، وانطلقت في مسيرة بناء اقتصاد يحقق الأمن والأمان والرفاهية لمواطنيها.
وانطلاقا من خبرته وتجربته الناجحة. كيف يمكن تنظيم المشاريع الصغيرة مع الآخرين, على سبيل المثال في إطار الشراكة؟وما هي الإيجابيات والسلبيات؟
قال الخبير الاقتصادي سليمان اوغلو..لابد من بناء الشركات على أساس متين يبدأ بالتخطيط الاستراتيجي وعمل دراسات الجدوى الاقتصادية بطرق واقعية علمية لتجنيب المشروع أو شركاء المشروع أي عقبات غير مخطط لها تتسبب في فشل أو توقف المشروع.
وعن نصيحة أخيرة يضيفها في ختام هذا الحوار.
قال المستشار أوغلو “نصيحتي لشباب المستقبل توكلوا على الله وابدأوا بما تحبون بشغف،
واستثمروا في طاقاتكم ووقتكم مع التركيز على تطوير الذات المستمر، ولا تنسوا بناء فريق العمل لأي مشروع بناء على الكفاءة ، لكي تتجنبوا العقبات ضعوا الخطط على جميع الأصعدة برؤيا استرتيجية واضحة. والله ولي التوفيق” .
في نهاية هذا اللقاء أود أن أشكر الصحفية المتميزة هناء الزريعي وموقع “أوبينيا تايمز ” الإخباري متمنياً لكم المزيد من التقدم والنجاح.