سفينة مادلين، رحلة بحرية تتحدى المخاطر لكسر الحصار المفروض على غزة

أبحرت سفينة مادلين التابعة لتحالف أسطول الحرية، في طريقها لكسر الحصار على قطاع غزة، وسط تلويح جيش الاحتلال بسيناريوهات للتعامل مع السفينة الأوروبية.
وقالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، إن سلاح البحرية يدرس خيارات متعددة للتعامل مع سفينة مادلين التى انطلقت رحلتها البحرية من ميناء كاتانيا في جزيرة صقلية جنوب إيطاليا لكسر الحصار المفروض على غزة.
وقال جيش الاحتلال، إنه في حال اقتراب السفينة مادلين من شواطئ غزة، فنحن مستعدون لمجموعة من السيناريوهات، دون الكشف عن تفاصيل الإجراءات المتوقعة.
وتحمل السفينة مادلين على متنها 12 ناشطًا من جنسيات مختلفة، من بينهم الناشطة البيئية السويدية جريتا ثونبرج، والممثل الأيرلندي المعروف ليام كانينغهام، والبرلمانية الأوروبية ريما حسن، بالإضافة إلى طاقم السفينة.
وحسب بيان صادر عن تحالف أسطول الحرية، فإن السفينة مادلين تحمل على متنها شحنة من المساعدات الإنسانية، تشمل مسحوق الحليب والإمدادات الطبية والمواد الحيوية الأخرى، في محاولة لتقديم الدعم الرمزي والفعلي لسكان قطاع غزة المحاصر.
وأكد تحالف أسطول الحرية، أن رحلة السفينة مادلين سلمية بالكامل، وغير مسلحة، وتتماشى تمامًا مع القانون الدولي، مشددًا على أن أي تدخل أو هجوم ضد السفينة “سيعد عملًا متعمدًا وغير قانوني ضد مدنيين”.
وقبيل انطلاق السفينة مادلين مطلع يونيو الجاري، قالت الناشطة جريتا ثونبرج نحن في مهمة مدنية تهدف إلى كسر الحصار عن غزة بشكل رمزي. إذا بقيت ذرة واحدة من الإنسانية، فعلينا أن نناضل من أجل فلسطين، من أجل فلسطين حرة. أنا هنا لأن ذلك واجب إنساني وأخلاقي”.
وتابعت ف تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية “بى بى سي”، نحن نعي تمامًا حجم المخاطر، ولكننا توصلنا إلى قناعة مفادها أن خطر عدم القيام بأي شيء أكبر بكثير من المخاطر التي تنطوي عليها هذه المهمة. ما نفعله لا يقارن إطلاقًا بما يواجهه الفلسطينيون يوميًا فقط لمجرد محاولة البقاء على قيد الحياة.
وأضافت: “نحن سفينة تحمل مساعدات إنسانية. لا نحمل أسلحة. نحن متطوعون سلميون من جميع أنحاء العالم، ونسافر في المياه الدولية، وهو حقنا الكامل ونهجنا، وسنتمسك به. هدفنا الوصول إلى غزة، لكن بالطبع ندرك حالة عدم اليقين، خصوصًا بعد ما حدث مع القوافل السابقة. ومع ذلك، نحن مصممون على مواصلة المهمة”.
ويتوقع وصول السفينة مادلين إلى المياه الإقليمية الفلسطينية بعد رحلة بحرية تستغرق حوالي أسبوع، وسط مخاطر أمنية حقيقية، إذ لم تستبعد مصادر مطلعة اعتراضها في المياه الدولية كما حدث مع سفن سابقة، بالرغم من تأكيد التحالف على أن خط سير السفينة يمر عبر المياه الدولية الأوروبية، ولا ينتهك أية قوانين ملاحية.
وتأتي رحلة السفينة مادلين في ظل مخاوف من تكرار حادثة السفينة الضمير، التابعة أيضًا لتحالف أسطول الحرية، والتي تعرضت في 2 مايو الماضى لهجوم بطائرات مسيرة إسرائيلية أثناء اقترابها من قطاع غزة.
وقد أدى الهجوم على سفينة الضمير حينها إلى ثقب في هيكل السفينة واندلاع حريق في مقدمتها، وفق ما أفادت مصادر التحالف، وهو ما أثار موجة من التنديد الدولي.