رويترز عن مصادر مجهولة: الإمارات قد تخفض مستوى علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل بحال ضم الضفة

نقلت “رويترز” عن مصادر لم تسمها أن الإمارات قد تخفض مستوى علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل في حال قررت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ضم جزء أو كل الضفة الغربية.
واتخذت الحكومة الإسرائيلية مؤخرا خطوات قد تمهد الطريق أمام ضم الضفة الغربية، التي تم احتلالها مع القدس الشرقية في حرب عام 1967، في حين تعارض الأمم المتحدة ومعظم الدول مثل هذا الإجراء. وبالنسبة لنتنياهو، الذي يعتمد ائتلافه على أحزاب قومية يمينية، يمكن أن يمثل الضم خطوة انتخابية لكسب الأصوات قبل الانتخابات المرتقبة العام المقبل.
وحذرت أبوظبي ائتلاف نتنياهو اليميني من أن أي ضم للضفة الغربية يعد “خطا أحمر” للدولة الخليجية، لكنها لم تحدد الإجراءات المحتملة، وفقا للمصادر.
وأشارت المصادر إلى أن الإمارات كانت تفكر في سحب سفيرها كخطوة أولى، لكنها لا تنوي قطع العلاقات بالكامل، رغم تصاعد التوتر خلال الحرب المستمرة منذ عامين في غزة.
وقال مصدر إسرائيلي إن الحكومة تعتقد أنها قادرة على إصلاح العلاقات المتوترة مع الإمارات، التي تعد مركزا تجاريا رئيسيا وأهم الدول العربية التي أقامت علاقات رسمية مع إسرائيل في 2020، إلى جانب البحرين والمغرب.
ومنذ ذلك الحين، لم تقم أي دولة عربية أخرى بإقامة علاقات رسمية مع إسرائيل، التي تربطها أيضا علاقات دبلوماسية مع مصر والأردن، ولها اتصالات مباشرة مع قطر دون اعتراف كامل. وتراجعت العلاقات الاقتصادية بين الإمارات وإسرائيل بسبب الحرب في غزة، ولم يزر نتنياهو الدولة الخليجية منذ خمس سنوات على إقامة العلاقات.
وفي مؤشر على تصاعد التوتر، قررت الإمارات الأسبوع الماضي منع شركات الدفاع الإسرائيلية من المشاركة في معرض دبي للطيران المقرر في نوفمبر، حسبما أكد ثلاثة من المصادر. وقد أكد مصدران آخران، أحدهما مسؤول إسرائيلي والآخر من قطاع الدفاع الإسرائيلي، القرار نفسه.
وأوضحت وزارة الدفاع الإسرائيلية أنها على علم بالقرار لكنها لم تكشف عن تفاصيله. فيما قال متحدث باسم السفارة الإسرائيلية في أبوظبي إن المفاوضات حول مشاركة إسرائيل في المعرض مستمرة، مؤكداً التزام إسرائيل باتفاقيات إبراهيم ورغبتها في تعزيز العلاقات مع الإمارات.
وكانت المسؤولة في وزارة الخارجية الإماراتية، لانا نصيبية، قد حذرت في 3 سبتمبر من أن أي ضم للضفة الغربية سيهدد اتفاقيات إبراهيم ويوقف مسار التكامل الإقليمي.
وبعد إقامة العلاقات، بنت الإمارات وإسرائيل شراكة وثيقة ركزت على التعاون الاقتصادي والأمني والاستخباراتي، بعد سنوات من الاتصالات السرية. لكن هذه العلاقة بدأت تتدهور بعد عودة نتنياهو إلى السلطة في 2023، مع تشكيله الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل. وأدانت أبوظبي محاولات وزير الأمن الوطني لتغيير الوضع القائم في مجمع الأقصى بالقدس للسماح لليهود بالصلاة فيه، وهو الموقع المقدس للمسلمين واليهود، حيث يُسمح لغير المسلمين بالزيارة فقط دون الصلاة.
كما انتقدت الإمارات سياسة إسرائيل في الضفة الغربية، بما في ذلك توسع المستوطنات والحصار العسكري على غزة، مؤكدة على ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل لضمان استقرار المنطقة، في حين أعلن نتنياهو هذا الشهر أنه لن تكون هناك دولة فلسطينية.