تعليمات لـ7 ملايين أمريكي بغلي المياه قبل استهلاكها
بدأت العاصفة الثلجية المميتة التي اجتاحت مناطق واسعة من جنوب ووسط الولايات المتحدة في الاتجاه نحو الساحل الشرقي.
وأدى تساقط الثلوج وتراكم الجليد جراء العاصفة إلى عرقلة حملة التطعيم ضد فيروس كورونا.
وموجة البرد التي ضربت خلال الأسبوع مناطق في قلب الولايات المتحدة غير معتادة على مثل هذه الأحوال الجوية، أودت بالعشرات فيما صدرت تعليمات لـ7 ملايين شخص في تكساس بغلي المياه قبل استهلاكها.
وتساقطت الثلوج بشكل مستمر على مدينة نيويورك خلال النهار ما أرغم السلطات على إلغاء مئات الرحلات وإرجاء افتتاح مركزين للتطعيم ضد كوفيد-19 بعدما عرقلت العاصفة إمدادات اللقاح.
وتوقعت الأرصاد تساقط ما يصل إلى 13 سنتم من الثلوج على نيويورك التي سبق أن ارتدت الأبيض مرتين هذا الشتاء في عاصفتين منفصلتين.
وأصدرت سلطات نيوجيرسي تحذيرا من الطقس، فيما أعلن الحاكم فيل مورفي عن إغلاق مؤقت للعديد من مراكز التطعيم.
وقال: “قد ينجم عن هذا إعادة تنظيم المواعيد”.
وفي أنحاء تكساس التي تعرضت لأسوأ تداعيات العاصفة، تعود خدمة الكهرباء تدريجا علما بأن أكثر من 500 ألف من المنازل والمحلات التجارية لا تزال محرومة من الكهرباء.
ولاية فاشلة
اضطرت شركات الكهرباء في تكساس لتطبيق برنامج تقنين لتجنب تحميل الشبكة أكثر من طاقتها في وقت عمد الأهالي إلى زيادة التدفئة.
وجاء تزايد الطلب على الكهرباء مع تضاؤل القدرة الإنتاجية بسبب تجمد محطات الطاقة وتوربينات الرياح.
وقضى ديفيد هرنانديز (38 عاما) ليلته في كنيسة بهيوستن مع آخرين هربوا من منازلهم.
وقال: “علقت سيارتي وحاولت النوم بداخلها لكنني لم أتمكن من شدة البرد. كانت السوائل تتجمّد داخل سيارتي ولذا شعرت بأنني نائم في صندوق ثلج”.
وأضاف: “كان علي المجيء إلى هنا. لم يكن لدي خيار آخر”.
وأقامت السلطات 300 “مركز تدفئة” في أنحاء الولاية.
وإضافة إلى انقطاع الكهرباء انخفض ضغط المياه لدى الآلاف من سكان هيوستن.
وصدرت إرشادات لنحو 7 ملايين شخص من سكان تكساس بغلي المياه قبل شربها أو استخدامها للطهي.
وقال توبي بيكر الذي يترأس لجنة تكساس لجودة البيئة الأربعاء إن نحو 246 ألف شخص تأثروا بالأضرار التي لحقت بشبكة المياه.
وأثارت تلك المشكلات غضبا في الولاية التي تحظى دون غيرها من ولايات البر الأمريكي الـ48، بشبكة كهرباء مستقلة.
وقال النائب السابق في تكساس الديموقراطي بيتو أورورك لقناة “أم أس أن بي سي” إن الوضع في الولاية “أسوأ مما يصل إلى مسامعكم.. قضى الناس أياما من دون كهرباء. إنهم يعانون. كان من الممكن تجنّب الكثير من ذلك”.
وأضاف: “عاصمة الطاقة في أمريكا الشمالية غير قادرة على توفير الطاقة التي تحتاجها لتدفئة وإيصال الكهرباء إلى منازل الناس في هذه الولاية العظيمة. تكساس ليست بعيدة عن أن تكون ولاية فاشلة”.
وعلى الرغم من أن كتلة الهواء القطبي بدأت تخفف قبضتها عن تكساس ومناطق أخرى في الجنوب، إلا أن درجات الحرارة ستبقى منخفضة، بحسب خدمة الأرصاد.
بدوره، اضطُّر الرئيس جو بايدن لتأجيل زيارته إلى معمل تابع لفايزر لتصنيع لقاحات كوفيد-19 في كالامازو بولاية ميشيجن، بينما أجبرت مكاتب الحكومة الفدرالية في واشنطن على إغلاق أبوابها الخميس
وتحدّثت وسائل الإعلام الأمريكية عن أكثر من 30 وفاة مرتبطة بالعاصفة منذ الأسبوع الماضي، معظمها في حوادث مرور.
وأفاد منسق الاستجابة لفيروس كورونا في البيت الأبيض جيف زينتس أن الطقس البارد يؤثر على إيصال وتوزيع لقاحات كوفيد-19.