بعد فشل حكومته أمام المليشيات.. الدبيبة يوقف وزير داخليته
كشفت الاشتباكات التي تشهدها العاصمة الليبية طرابلس عن الفشل الأمني لحكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية، مع سيطرة المليشيات.
ومنذ وقت متأخر من ليل الخميس تشهد طرابلس صراعا مليشياويا على النفوذ والسيطرة، في ظل غياب أي دور لحكومة عبد الحميد الدبيبة التي يتولى فيها وزارة الخارجية إلى جانب رئاسة مجلس الوزراء.
ورغم تمسك الدبيبة رئيس الحكومة منتهية الولاية، بمنصبه رغم تكليف مجلس النواب لحكومة أخرى تخلفه، ومواجهتها بالقوة، إلا أنه في الوقت نفسه يطلب من المليشيات التي تتبعه التنسيق الأمني والتعاون.
الاشتباكات التي تسببت في مقتل 10 أفراد على الأقل، وإصابة نحو 40 شخصا، جعلت حكومة الدبيبة في موقف لا تحسد عليه، ما دفع الأخير للاعتراف ضمنيا بالتقصير في التعامل مع الأحداث.
وأكد مصدر رسمي رفيع بحكومة الدبيبة في حديث صحفي أنه “تم إيقاف وزير الداخلية خالد مازن عن العمل على خلفية الاشتباكات بالعاصمة، وتكليف وزير الحكم المحلي بحكومة الوحدة الوطنية بدر الدين التومي، بتسيير وزارة الداخلية”.
يأتي ذلك في الوقت الذي يعقد رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي اجتماعا مع الدبيبة الذي ما يزال متمسكا بالسلطة بصفته وزيرا للدفاع في حكومته منتهية الولاية، ورئيس الأركان التابع للحكومة محمد الحداد ورئيس جهاز المخابرات حسين العائب، ورئيس جهاز الأمن الداخلي لطفي الحراري، والمدعي العسكري التابع للحكومة مسعود ارحومة حول الأوضاع في طرابلس.
وما تزال العاصمة تشهد حالة غير مسبوقة من التدهور الأمني اضطرت على إثره جامعة طرابلس بتعليق جميع الامتحانات والأعمال بكل الكليات، وفقا لبيان على صفحتها الرسمية.
ورغم أوامر القيادات العسكرية والسياسية بالعاصمة بوقف أي أعمال عدائية إلا أن المليشيات ما تزال تتحرك وتطارد بعضها البعض، وهو ما أكدته مليشيا الردع عبر صفحتها الرسمية، بتقدمها في محاور “القتال” في مطاردة مليشيا أيوب أبو راس والمتحالفين معه في منطقة عين زاره.
كما قامت بالسيطرة على مناطق مشروع الموز وطريق المشتل وصالة الأسطورة وشيل المشتل لتسيطر على عدة مقار تابعه لمليشيا ابو راس وأبرزها مقر مكافحة المخدرات في منطقة السبعة ومقار تعرف بـ”الخارجية والداخلية والهجرة”.