60 يومًا على توقف دخول المساعدات، غزة في انتظار المدد على أرصفة الخوف
مرّ أكثر من 60 يومًا على توقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، إذ تمنع دولة الاحتلال دخول الطعام والوقود والأدوية، ما أدخل نحو مليوني إنسان في نفق مظلم من الجوع والخوف والموت البطيء.
ورغم تصاعد المطالبات الدولية، تتشبث دولة الاحتلال بموقفها، وتربط تخفيف الحصار بإطلاق سراح رهائن محتجزين منذ انهيار التهدئة في مارس، مدعية أن غزة “تملك ما تحتاجه”.
لكن الواقع على الأرض يُكذب ذلك؛ فمستودعات الأونروا أُفرغت، والمخابز أُغلقت، والناس باتوا يتناولون وجبة واحدة، إن توفرت.
ففي غزة، لا يبدأ الصباح بفنجان قهوة أو رغيف ساخن، بل بطابور طويل يمتد على أرصفة الخوف هناك، حيث لا صوت يعلو فوق صمت المعدة الفارغة، تمشي الأمهات بأقدام حافية إلى المطابخ الخيرية، وقلوبهن معلقة بأمل أن يجد أطفالهن وجبة تُبقيهم على قيد الحياة.
في غزة، لا يُقاس الوقت بالساعات، بل بعدد الأيام التي مرت دون أن يتذوق أحدهم قطعة خبز، أو يسمع ضحكة طفل شبع. هناك، الحياة لم تعد تُعاش، بل تُقاوَم.
المساعدات الإنسانية
منظمات الإغاثة تحذر من انهيار تام للمساعدات، ومكاتب الأمم المتحدة تصف الوضع بـ”المجاعة الوشيكة”، حيث يعاني أكثر من 90% من سكان القطاع من انعدام الأمن الغذائي. ومع نفاد المياه والدواء، بدأت الأمراض التي يمكن الوقاية منها بالانتشار، في ظل عجز النظام الصحي المنهك.
تسجل الكاميرات مشاهد مؤلمة لأطفال يعانون من الهزال، وأمهات يطهون ما تيسر من العدس على نيران أشعلوها بأحذية ممزقة، لعدم توفر الوقود.
في المشافي، تزداد قائمة المرضى المنتظرين، فيما تنفد الأدوية الأساسية، وتغيب المستلزمات المنقذة للحياة.
في وجه كل هذا، لا تزال الدعوات الإنسانية تطالب برفع الحصار فورًا، وفتح الممرات الآمنة، والسماح بدخول المساعدات، قبل أن يتحول الجوع من أزمة مؤقتة إلى إبادة بطيئة.