آخر الأخبارتحليلات و آراء

يا الله أوقف القتل في غزة؟

 

شكل طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر علامة فارقة في الامتحان الإنساني للعالم المتحضر. لقد صرخ دوستوفسكي على لسان إيفان كارامازوف إذا كان الله موجوداً فكيف يقدر أن يتحمل عذاب الأطفال؟

باسل عليا.. كاتب سوري

لقد وجد الله قبل خلق الإنسان في جو من الصفاء المطلق بلا حوادث وأخبار، لا ليل ولا نهار؛ ولكن أخبار غزة التي نتابعها ليلاً ونهاراً وأغلب الأحيان نتوقف عن متابعتها لشدة فظاعتها وبشاعتها. إلا أن العالم الحر لم يستطع ايقاف الهولوكوست الفلسطيني رغم امتلأ بعض ساحاته تضامناً مع الضحية ( لندن-مدريد – هولندا –أمريكا اللاتينية). هذا العالم المدعي للحضارة والممارس للتوحش لم يوقف عمليات التدمير والإبادة والتهجير الممنهجة، في القرن الحادي والعشرين. مهزلة تندى لها الإنسانية فالناس تقتل على الهواء مباشرة من الطفل المغني حسن عياد والتي قررت طائرات الاحتلال الاسرائيلي أن تطفئ صوته للأبد و”كلوعشانك يا فلسطين” هكذا غنى وهكذا رحل؛ إلى الطفلة يقين حماد ذنبها أنها نشطت في توثيق معاناة الغزيين، والطفلة التي تحاصرها النار في مدرسة فهمي الجرباوي. وهنا وصلنا إلى الأم الطبيبة ألاء النجار التي استقبلت اشلاء أبنائها التسعة في مشفى ناصر الطبي.

يا الله أوقف هذه المهزلة البشرية ،هؤلاء الأطفال جذبوا الصواعق، والقنابل الذكية، وحاملات الطائرات. هؤلاء هم العدالة الإلهية والانسانية والبراءة يا الله الأطفال لهم مأساتهم والرجال لهم مأساتهم رجل يجلس في خيمته ويفتخر أنه من غزة رغم التآمر وأدوات البطش ويصرّ على رفع رأسه عالياً.

ورجلٌ أخر يبحث عن شهاداته العليا بين ركام بيته وتحدث عن عدم جدواها، وامرأة تمزق مواثيق حقوق الانسان والطفولة والمنظمات الدولية (اليونسف واليونسكو)…

يا الله أوقف تلك المذبحة، إن لم توقفها من أجل الفلسطينيين، أوقفها من أجلنا نحن ليبقى لدينا قليلاً من ملاعب الذاكرة الجميلة للحياة التي نعيشها في زمن العهر الذي تعيشه المنطقة العربية(شرق أوسط جديد)، ترسم حدوده بالدم، والنار والحديد. لقد ثار البركان الديني الطائفي بعد أن سقطت الأنظمة، وانكشفت المجتمعات، وبدأ يصدح مديح الكراهية، وارتفعت الرايات السود .

يقول إلياس خوري: “لم يسمع أحد أنين الفلسطينيين الذين كانوا يموتون ويشردون بصمت، لذا جاء الأدب كي يصنع لغتها الجديدة”.

يا الله ، أنت موجود فينا، وأقرب إلينا من حبل الوريد فزادنا صبراً على تحمل العذابات وآلام أطفال غزة . يا شجرة اللوز حدثينا عن الله، فأزهرت شجرة اللوز وأنجبت أطفالاً.

باسل عليا.. كاتب سوري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى