آخر الأخبارسياحة وسفر

زلزال في التصنيفات العالمية.. جواز السفر الأمريكي يهبط من القمة بعد 20 عاما

في تحول غير مسبوق، خرجت الولايات المتحدة الأمريكية لأول مرة منذ 20 عاما من قائمة أقوى 10 جوازات سفر في العالم، في مؤشر يعكس تراجعا واضحا في مكانة هذه القوة العظمى على صعيد حرية التنقل العالمي.

ومن اللافت أن الولايات المتحدة كانت قبل عقد من الزمن تتصدر التصنيف العالمي، ما يجعل هذا التراجع الأكثر حدة منذ بدء المؤشر قبل نحو 20 عاما، وفقا لصحيفة “The Guardian”.

قال كريستيان إتش كايلين، رئيس شركة هينلي ومبتكر المؤشر، في بيان صحفي: “إن تراجع قوة جواز السفر الأمريكي على مدار العقد الماضي ليس مجرد تعديل في التصنيفات، بل يشير إلى تحول جذري في ديناميكيات الحراك العالمي والقوة الناعمة”.

وأضاف: “الدول التي تتبنى الانفتاح والتعاون تتقدم بثبات، بينما تتراجع الدول التي تعتمد على امتيازات الماضي”.

آسيا في الصدارة

تهيمن الدول الآسيوية على المراتب العليا في المؤش، حيث جاءت سنغافورة في المركز الأول بإمكانية دخول 193 وجهة دون تأشيرة، تليها كوريا الجنوبية بـ190 وجهة، ثم اليابان بـ189 وجهة.

وتعد شركة هينلي، ومقرها لندن، من أبرز الجهات المتخصصة في استشارات الإقامة والجنسية، وتعتمد بيانات الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) في إعداد تصنيفاتها السنوية منذ نحو عقدين.

يرتبط التراجع الأمريكي جزئيا بتشديد سياسات الهجرة والسفر خلال إدارة الرئيس دونالد ترامب، التي استهدفت في بدايتها المهاجرين غير الشرعيين، قبل أن تمتد لتشمل قيودا أوسع على السياحة والطلاب الدوليين والعمال الأجانب.

وأشارت هينلي إلى أن مبدأ المعاملة بالمثل يعد عاملا أساسيا في الترتيب، فبينما يمكن لحاملي الجواز الأمريكي دخول 180 وجهة دون تأشيرة، فإن الولايات المتحدة لا تسمح إلا لـ46 جنسية فقط بدخول أراضيها دون تأشيرة، وهو ما يضعف مكانتها النسبية في المؤشر.

في أبريل/نيسان الماضي، أنهت البرازيل دخول الأمريكيين دون تأشيرة، إلى جانب الكنديين والأستراليين، بدعوى غياب مبدأ المعاملة بالمثل.

كما استبعدت الصين وفيتنام الولايات المتحدة من قوائم الدول الجديدة المؤهلة للسياحة بدون تأشيرة، في خطوة عكست برود العلاقات الدبلوماسية وتزايد الحواجز أمام السفر المتبادل.

وفقا للشركة، فإن الدول التي تتيح لمواطنيها حرية تنقل واسعة ولكنها تقيد دخول الآخرين مثل الولايات المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا شهدت جميعها ركودا أو تراجعا في قوة جوازاتها خلال السنوات الأخيرة.

ويعكس ذلك تحولا في توازن القوى العالمية، حيث تتقدم دول آسيا وأوروبا في مجال الانفتاح الدبلوماسي وسهولة التنقل.

الاهتمام بالجنسية المزدوجة

يشير التقرير إلى أن هذا التراجع في ترتيب الجواز الأمريكي يُغذي رغبة متزايدة لدى الأمريكيين في الحصول على جنسيات مزدوجة، في محاولة لتوسيع حرية السفر وتقليل القيود.

وقال بيتر جيه سبيرو، أستاذ القانون بجامعة تيمبل: “في السنوات القادمة، سيكتسب المزيد من الأمريكيين جنسيات إضافية بكل الطرق الممكنة، فالجنسية المزدوجة أصبحت واقعا متناميا في المجتمع الأمريكي”.

واختتم بالقول: “ربما أصبحت الجنسية المزدوجة هي الحلم الأمريكي الجديد”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى