داونينغ ستريت تستعد لمواجهة انقلاب محتمل ضد ستارمر
يستعد مكتب رئاسة الوزراء في بريطانيا للدفاع عن رئيس الوزراء كير ستارمر أمام أي محاولة للإطاحة به في انقلاب داخلي محتمل، في ظل تزايد التكهنات حول أسماء الوزراء الذين قد يخلفونه.
وقد تصاعدت الشائعات منذ أشهر بشأن إمكانية استبدال ستارمر، بينما يواصل حزب العمال التراجع في استطلاعات الرأي تحت قيادته.
وتشير تقارير إعلامية إلى أن موقع رئيس الوزراء قد يواجه تحديا بعد إعلان الميزانية المنتظر في وقت لاحق من الشهر الحالي أو عقب الانتخابات المحلية المقررة في مايو المقبل.
وذكرت مصادر سياسية أن وزير الصحة ويس ستريتينغ يسعى للتحرك نحو خلافة ستارمر، وهو ما أثار مخاوف داخل مكتب رئيس الوزراء من أن يكون منصبه مهددا بالفعل.
وقد نفى ستريتينغ هذه الادعاءات، مؤكدا أن تركيزه ينصب على عمله الوزاري، إلا أن أسماء أخرى طرحت كخلفاء محتملين أيضا.
وقال أحد كبار الشخصيات في الحزب لصحيفة “الإندبندنت” إن وزير الدفاع جون هيلي يطرح كـ”مرشح استمرارية” يتمتع بـ”الاستقرار والثقة”، بينما تعتبر وزيرة الداخلية شابانا محمود من بين الأسماء المرشحة كذلك.
وفي المقابل، يسعى جناح اليسار في الحزب إلى عودة نائبة رئيس الوزراء السابقة أنجيلا راينر أو منح وزير الطاقة إد ميليباند فرصة ثانية لقيادة الحزب.
وقد تزايدت الشكوك حول مستقبل ستارمر بعد أن تراجع حزب العمال إلى المركز الخامس خلف حزب الخضر في أحد استطلاعات الرأي الأخيرة.
ولم يتمكن الحزب من استعادة شعبيته بعد خسارته السريعة للدعم عقب فوزه في الانتخابات، حيث تشير الاستطلاعات الحالية إلى أن نسبة تأييده باتت تقل عن 20%، مقابل أكثر من 30% لحزب الإصلاح البريطاني.
وشهد الحزب موجة من الغضب الداخلي بسبب محاولات خفض مخصصات الرعاية الاجتماعية، والتباطؤ في إصلاح إعانات الأطفال، والسعي لإلغاء مدفوعات وقود الشتاء لأكثر من 10 ملايين متقاعد. وقد أدى ذلك إلى تمرد كبير داخل صفوف النواب قبل عطلة الصيف.
وتوجت هذه التوترات بفوز الوزيرة المقالة لوسي باول بمنصب نائبة الزعيم، بعد أن شنت حملة انتخابية انتقدت فيها قيادة ستارمر بشدة.
وقال أحد قيادات الحزب: “هناك العديد من الأسماء التي يتم تداولها. اسم جون هيلي تكرر كثيراً خلال الأسبوع الماضي، لكننا نعلم أن شابانا محمود تفكر جدياً في الترشح، أما ويس ستريتينغ فهو بلا شك في حالة تحرك واضحة.”
وقال مصدر في داونينغ ستريت إن التقارير التي تتحدث عن انقلاب وشيك “مبالغ فيها”، مضيفا: “هل سيخوض رئيس الوزراء تحديا إذا حدث؟ بالطبع. وهل سيكون أي تحد تصرفا غير مسؤول؟ بالتأكيد. لكن كل هذا لا يزال في إطار الفرضيات. ويس وزير صحة ممتاز”.
ونفى المتحدث باسم ستريتينغ تماما الادعاءات التي تزعم أنه يخطط للإطاحة بستارمر، قائلا: “يركز ويس بالكامل على تقليص قوائم الانتظار للمرة الأولى منذ 15 عاما، وتوظيف 2500 طبيب عام جديد، وإعادة بناء هيئة الخدمات الصحية الوطنية التي أنقذت حياته”.













