ثقافة وأدب
جوع
عندما فاضَ الجوعُ
عزفَت الأصابعُ المبتورةُ على وترِ الشفاهِ العاريةِ ،
انهمرَ الدمعُ على خدودِ الأرغفةِ ،
تنهدَ طفلٌ فوقَ صدرِ العروبةِ ،
ٍصافحَت الأجسادُ النحيلةُ زجاجةَ ماءٍ وكسرةَ خبز ،
أنا لم أرَ شيئاً
لكنني تذوقتُ جوعاً بطعمِ الوطنِ،
أيها الطفلُ العنيدُ
انهضْ
لملمْ كلماتَكَ المنثورةَ على أرصفةِ العواصمِ البليدةِ ،
اعبرْ نحوَ فضاءاتِك
خذْ كفناً لجسدِك
و اتركْ بعضاً من لهاثِك في شوارعِهم ،
يا صديقَ الوطنِ المفتوحِ على الأسئلةِ والطوفانِ ،
يا طفلَ الفصولِ الأربعةِ
ِالمزنرِ بوشاحِ الدم
اقتربْ مني قليلاً
لنطبعَ على جبينِ الأمةِ شعارَ الكرامةِ ،
يا طفلَ المعجزاتِ
عندما تناثرَ جسدُك عندَ رعشةِ الفجرِ
بكتْ السماءُ دماً،
انشطرَ وجهُ الشمسِ
سقطتْ أعمدةُ السماءِ
رقصَ الحلمُ فوقَ أصابعِك
غفتْ أشلاؤكَ في حضنِ الريحِ
تبحثُ عن وطنٍ بدونِ رصاصٍ.
محمد حسين كاتب فلسطيني.. سورية