آخر الأخبارأخبار عربية

تقرير لـ”شينخوا” يرصد معاناة أطفال نازحين من الفاشر في مخيمات الدبة شمال السودان

أشار تقرير لوكالة “​شينخوا​” الصينية إلى مشاهد قاسية يعيشها آلاف النازحين على أطراف مدينة الدبة، الواقعة على بُعد نحو 340 كيلومترا شمال العاصمة السودانية الخرطوم، حيث تنتشر صفوف طويلة من الخيام البيضاء التي أصبحت موطنا مؤقتا للنازحين الفارين من القتال في مدينة الفاشر.

وتناول التقرير أوضاع الأطفال داخل المخيم، إذ يركضون حفاة فوق الرمال الحارقة محاولين استعادة شيء من طفولتهم المفقودة، ويصنعون كرة من القماش ويستعيدون ذكريات مدارسهم التي انقطعوا عنها منذ اندلاع القتال.

ونقل التقرير عن الطفلة صفاء، البالغة عشرة أعوام، قولها إنها كانت في الصف الرابع قبل أن يجبرها القتال على ترك المدرسة، مشيرا إلى أنها تتصفح دفترا ممزق الغلاف وهي تمسح الغبار عن صفحاته، كأنها تبحث في الكتابة عن وسيلة لاستعادة جزء من ذاتها.

كما أبرز التقرير مبادرة المعلم عبد الرحمن إسحق، وهو نازح من الفاشر، الذي تطوع لتعليم الأطفال داخل المخيم في ظل غياب أي مكان مخصص للدراسة. وذكر أنه أنشأ فصلا صغيرا داخل خيمة كبيرة تضم لوحا خشبيا وطباشير قليلة، لافتا إلى أن الأطفال “يأتون يوميا لأنهم يشتاقون للدراسة أكثر من الطعام”.

وأشار تقرير “شينخوا” أيضا إلى المخاطر الصحية التي تهدد الأطفال، حيث أوضحت نسيبة عثمان عامر، وهي أم لأربعة أطفال، أن العقارب السامة والظروف المناخية الصعبة تزيد مخاوف الأهالي، مضيفة أن أبناءها “مرّوا بكل شيء… الخوف والجوع والنزوح لمسافات طويلة” وأنهم بحاجة إلى علاج نفسي.

وبيّن التقرير أن مئات الأطفال في المخيم لا يحصلون على تعليم رسمي أو دعم نفسي، وفق ما أكده المتطوع عبد الرحيم حسن، الذي شدد على حاجة هؤلاء الأطفال إلى “مساحات آمنة للعب والتأهيل” في ظل الصدمات التي عاشوها.

وخلص تقرير “شينخوا” إلى أن طفولة هؤلاء الصغار تتشكل داخل الخيام وسط ظروف قاسية، حيث تُكتب الدروس على الخشب بدلا من الدفاتر، وتُستبدل ألعاب الطفولة بقطع قماش فوق الرمل، ومع ذلك يبقى هؤلاء الأطفال شهودا على قدرة الطفولة على المقاومة والتمسك بالأمل… حتى داخل خيمة بلا باب يصد الرياح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى