عناوين من الصحف الفنلندية

اليأس يدفع الفنلنديين للهجرة: قصص البحث عن العمل في الخارج 

فنلندا نيوز24

مع تفاقم أزمة البطالة وتدهور الأوضاع الاقتصادية في فنلندا، يجد العديد من المواطنين أنفسهم مضطرين للبحث عن فرص عمل خارج البلاد. هذه الظاهرة، التي تصفها بعض الشهادات بـ”الهجرة القسرية”، تسلط الضوء على تحديات جمة تواجه سوق العمل الفنلندي. 

200 طلب عمل بلا نتيجة: يوسي كوسولا يجد فرصته في دبي 

يُعد Jussi Kosola ، من مدينة توركو، مثالاً صادما لهذا الواقع؛ فقد أرسل أكثر من 200 طلب عمل لشركات فنلندية خلال أربعة أشهر دون أن يتلقى دعوة واحدة لمقابلة. اضطر Kosola وهو يعيل عائلة، للبحث خارج البلاد، ليجد أربعة عروض عمل فورية في دبي، حيث يعمل الآن مستشار مبيعات عقاريًا. 

ويرى كوسولا أن إفلاس شركته في فنلندا كان سببًا رئيسيًا في قراره، لافتًا إلى أن “ثقافة الحسد” في فنلندا تقف عائقًا أمام رواد الأعمال، على عكس “ثقافة التشجيع” في دبي. 

كما وصف كوسولا، الوضع الحالي للتوظيف في فنلندا بأنه “مروع”. ووفقًا له فإن حقيقة إفلاس شركته لم تساعده على الإطلاق في بحثه عن عمل داخل فنلندا. 

يقول كوسولا: “الإفلاس كلمة سيئة، لا يحبون التحدث عنها في فنلندا. أما في [في دبي]، فلقد اعتبروها نقطة إيجابية. قيل لي: على الأقل لقد حاولت.” 

ويرى كوسولا أن رواد الأعمال العاديين والباحثين عن عمل في فنلندا يمرون بوضع يائس. 

ولم تكن  قصة كوسولا فريدة؛ فـ Sonja Gustafsson ، وهي حاصلة على الماجستير في العلوم التجارية والهندسة، بحثت عن عمل في فنلندا لمدة عام ونصف وأرسلت نحو 200 طلب، لكنها فشلت في الحصول على وظيفة دائمة..وهي الآن تفكر جديًا بالانتقال إلى دول الشمال الأوروبي أو بلجيكا أو بريطانيا، حيث ترى أن الخبرة الدولية والكفاءة اللغوية تُقدر بشكل أكبر مما هو عليه الحال في فنلندا. وتتوقع غوستافسون أنها “إذا غادرت، فقد لا أعود أبدًا”. 

تعكس هذه الشهادات قلقًا متزايدًا بين الفنلنديين حول مستقبل سوق العمل في بلادهم، وتؤكد أن الهجرة أصبحت خيارًا لا مفر منه للكثيرين بحثًا عن فرص تفتقر إليها فنلندا حاليًا. 

تأتي هذه الهجرة في ظل ارتفاع عدد العاطلين عن العمل في فنلندا إلى 326,400 في فبراير الماضي، وارتفاع قياسي في بطالة حملة الشهادات العليا. كما تشهد البلاد أسوأ أرقام الإفلاس منذ ما يقرب من 30 عامًا، حيث سجلت 366 حالة إفلاس في مايو وحده. 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى