المسيرات الغامضة تواصل الإزعاج في بلجيكا.. تعليق مؤقت للملاحة

تواصلت، الثلاثاء، محاولات “بث الذعر” في بلجيكا، بحسب وصف سابق لوزير الدفاع ثيو فرانكن، حينما حلّقت مسيّرة فوق المطار الرئيسي في البلاد.
وعُلِّقت حركة الملاحة الجوية فوق مطار بروكسل-زافينتيم، وهو الرئيسي في بلجيكا، بعد رصد طائرة مسيّرة، وفقًا لما أفادت به الشركة المشغلة.
وقالت ناطقة باسم “بروكسل إيربورت” لوكالة فرانس برس: “لم تعد أي طائرات تغادر أو تهبط بسبب الاشتباه بوجود طائرة مسيّرة”.
وفي شارلروا، ثاني أكبر مطارات بلجيكا، عُلّقت حركة الطائرات مؤقتًا أيضًا كإجراء احترازي، وفقًا للشركة المشغلة.
ولم تُعلَن أي تفاصيل بشأن مدة استمرار تعليق الإقلاع والهبوط.
ولم يتسنّ التواصل مع شركة “سكايز” المسؤولة عن مراقبة الحركة الجوية في بلجيكا.
وشهدت بلجيكا خلال الشهرين الأخيرين، على غرار دول أوروبية أخرى، حوادث تحليق طائرات مسيّرة اعتُبرت مشبوهة فوق مواقع أو بنى تحتية حساسة.
وفي نهاية الأسبوع الماضي، حلّقت مسيّرات ثلاث مرات فوق قاعدة كلاين-بورغيل العسكرية في شمال شرق بلجيكا، التي تضم أسلحة نووية أمريكية، مما دفع الاستخبارات العسكرية البلجيكية إلى فتح تحقيق.
وعندما سُئل، الإثنين الماضي، عن الموضوع، رفض وزير الدفاع ثيو فرانكن توجيه أصابع الاتهام إلى روسيا في هذه الحوادث، لكنه أشار إلى عملية منسقة نفّذها “محترفون” لزعزعة استقرار بلجيكا.
وقال الوزير لإذاعة “إر تي بي إف” العامة الناطقة بالفرنسية: “إنهم يحاولون بث الذعر في بلجيكا”، مضيفًا: “إنها زعزعة للاستقرار”.
الحادث الأخير ليس الأول من نوعه في بلجيكا، إذ رصدت السلطات مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي طائرات مسيّرة في أجواء قاعدة إلسنبورن قرب الحدود مع ألمانيا، وهو ما دفع السلطات حينها إلى تعزيز المراقبة الجوية حول القواعد العسكرية.
ويرى مراقبون أن تكرار هذه الحوادث يعكس تصاعد التهديدات الأمنية المرتبطة بالمسيّرات في أوروبا، لا سيما في ظل التطور التقني السريع الذي يجعل من الصعب تتبّع مصدرها بدقة أو اعتراضها في الوقت المناسب.
يأتي هذا التطور بينما يعمل الاتحاد الأوروبي على إنشاء ما وصفه مسؤولوه بـ«جدار مضاد للمسيّرات» بحلول عام 2027، وهو نظام دفاعي متكامل سيُستفاد في تصميمه من الخبرة الميدانية التي اكتُسبت في أوكرانيا منذ اندلاع الحرب الروسية هناك عام 2022.
ويهدف المشروع إلى تطوير شبكة رادارات ومنظومات اعتراض إلكترونية مشتركة بين الدول الأعضاء، بما يضمن حماية المنشآت العسكرية والمدنية من أي تهديد جوي منخفض الارتفاع.













