ثقافة وأدب

” اللحظةُ المثلى”

 

بشهوة للضمِّ
بالفراغِ المجلجل
النافقةِ عروقه
أُقيمتْ على دمائكِ
ولائم الموت
أجساد تملك قدمين
كمنفى!!
امتلاؤها محض سراب
غريب !!!!
منذ بدء الخلق
علمتنا الحياة الغواية
وأقصّتنا البلاد
بوسوم من فجائع
نتقيأ مايدور أمامنا
أو خلفنا
نفندُ المؤامرات !!!
ونسرد الأقوال
مستغرقون في استجداءِ
أحلامنا البدائية
علّها تدّوي كصاعقة
تؤذن للغيث
هنا الّلظى ماتع خصب
كطويّان أهل غزة
حيث حلق القطا فوق الرؤوس
وبانت النواجذ وتحددت الضلوع
هاتوا السغب واحملوه
إلى سقطٍ وتكعيب
أرسلوه!
كفنوه!
اقتلوه!
دججوه !
بالحرق !
أو بالغرق!
رطّنوه!
بشاهقاته المضنية
كفاه يدثر القوام بالسبوّت
ضاقت به المواسم
وحُّلت الضفائر
الزحف شهوة
نحو الأغاني
والطرب إثماً
لبسته المعاني
ياللحسرة لبوّس لنا
نجيدُ التفاهات
ونتجاهل المعضلات
خالدين في الغربة نبقى
نعيش فلا نفلق أنفة القول
تلوثت ضمائرنا بجيف الطمع
اعذروني!!!
لم يعد ظهري يستقيم أمام الفاجعات
لارابط سوى الدمار
بين جهات الأرض
لم نعد نحفظ قوانين النجوم
ولابتّنا نفهم اكتشافات أرخميدس
كل أصواتنا صداها واحد
دون لون
دون علامة فارقة
أفي الأنّات قادم يثور؟
أفي الوجدان مايقدّ الضمير!
كفاك تردد عن قلقك وإدانتك
فهما يذويان كالملح
في أوعية القذارة
متى تستوقفك اللحظة المثلى
بالله عليك
من أوشى للعرافة سرُّ صمتك المدان
من أغواك أن تقيمَ عزاء الكرامة
من دنسك بالخنوع
أيفيّ إبليس فيكَ نذوره
ستعود الذئاب طالما أنك
في دروب العُمي عن مطلع فجر
يمسح بكفه على وجوه المتعبين
هذي المعاني تستطرد التحليق
نحو التخوم
أترى قلة الممكن وإمكانية المستحيل
هما شقيقان في الروح
امتزجا بفيزيائية عجيبة
اعزف بناي رئتيك كل العروض
واملأ حقائبك بأحمال من زغاريد
تملأ الفضاءات بربيع لاينتهي
وقل: لنا رب كبير كبير.

الشاعرة نور الهدى صبان.. سورية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى