آخر الأخبارإقتصاد

الذهب يحلّق والدولار يتراجع.. تفاؤل حذر وسط «حرب المعادن النادرة»

في وقت تتجه فيه أنظار المستثمرين إلى تداعيات الحرب التجارية بين الصين وأمريكا، يعيش الاقتصاد العالمي حالة من المفارقة اللافتة.

الذهب يواصل التحليق

وصعد الذهب إلى مستوى قياسي جديد مدفوعًا بتزايد الإقبال على الأصول الآمنة وسط استمرار التوترات الجيوسياسية والاقتصادية.

فقد ارتفع المعدن الأصفر في المعاملات الفورية بنسبة 0.4% ليصل إلى 4224.79 دولارًا للأوقية، بعد أن سجل رقمًا قياسيًا عند 4225.69 دولارًا، فيما زادت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر/كانون الأول 0.9% إلى 4239.70 دولارًا.

ويعد الذهب المستفيد الأكبر من حالة القلق العالمي، إذ ارتفع بنحو 61% منذ بداية العام، مستفيدًا من توقعات خفض الفائدة الأمريكية وتراجع الدولار، إضافة إلى زيادة مشتريات البنوك المركزية من المعدن النفيس.

كما ساهمت القيود الصينية الجديدة على تصدير المعادن الأرضية النادرة في تعزيز الطلب على الذهب، بعدما اعتبرتها واشنطن «تهديدًا لسلاسل التوريد العالمية»، في حين توعدت بالرد، ما زاد من اضطراب المشهد التجاري بين القوتين الاقتصاديتين الكبريين.

الدولار يتراجع بفعل التوتر التجاري

وفي المقابل، تراجع الدولار الأمريكي اليوم الخميس بفعل الضغوط الناتجة عن الحرب التجارية المتصاعدة مع الصين، والتي أثرت سلبًا على معنويات المستثمرين وأثارت توقعات بخفض أسعار الفائدة خلال العام الجاري.

وانخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية، بنسبة 0.16% إلى 98.512، متجهًا نحو انخفاض أسبوعي قدره 0.33%. كما صعد اليورو 0.14% إلى 1.1664 دولار، بينما ارتفع الين إلى أعلى مستوى له في أسبوع عند 150.52 للدولار.

وجاء هذا التراجع وسط استمرار الخلاف التجاري بين واشنطن وبكين، بعد أن فرض الجانبان رسومًا متبادلة على المعادن وسفن الشحن، في وقت انتقد فيه المسؤولون الأمريكيون الضوابط الصينية الموسعة على صادرات المعادن النادرة، واعتبروها «إجراءً غير عادل»، فيما وصفتها وزارة التجارة الصينية بأنها «رد مشروع على القيود الأمريكية».

ضبابية المشهد النقدي الأمريكي

ومع دخول الإغلاق الحكومي الأمريكي أسبوعه الثالث، يتابع المستثمرون عن كثب إشارات مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) بشأن السياسة النقدية المقبلة.

ويرجح المتعاملون خفض أسعار الفائدة بواقع 48 نقطة أساس خلال 2025، أي خفضين جديدين قبل نهاية العام.

وأشار تقرير البنك المركزي الأمريكي الأخير إلى أن النشاط الاقتصادي لم يشهد تغيرًا يُذكر، بينما بقي التوظيف مستقرًا مع مؤشرات على ضعف سوق العمل وتراجع الإنفاق.

مؤشرات عالمية أخرى

في آسيا، تراجع الدولار الأسترالي 0.4% إلى 0.6485 دولار أمريكي بعد بيانات أظهرت ارتفاع البطالة إلى أعلى مستوى في نحو أربع سنوات.

أما في اليابان، فتتجه الأنظار إلى التطورات السياسية بعد فشل البرلمان في تحديد موعد لاختيار رئيس وزراء جديد، ما زاد من حالة الغموض في الأسواق الإقليمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى