ثقافة وأدب

معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025.. روائيون يؤكدون أهمية الأدب والهويات الاجتماعية رغم العولمة

في إطار الدورة الـ44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025، ناقش أدباء وأكاديميون من ثقافات متعددة دور الأدب في الحفاظ على الهوية الاجتماعية للشعوب.

شارك في الجلسة كلٌّ من الأكاديمي اللبناني الدكتور مأمون حسن طربية، والكاتبة الباكستانية ميرا سيثي، والروائي النيبالي سامرات أوبادهياي، والروائي السوري سومر شحادة، حيث تناول المشاركون العلاقة بين الإبداع والهوية، ودور الأدب في حفظ الذاكرة وتشكيل الوعي الإنساني المعاصر.

وأوضح الدكتور مأمون حسن طربية أن الأدب يشكّل واجهة فكرية واجتماعية تعبّر عن هوية الشعوب من خلال ما يعكسه من عادات وتقاليد وطقوس وأشكال تعبيرية تلامس الوجدان وتبقى في الذاكرة، مؤكدًا أن الأدب الحقيقي لا يكتفي بالتصوير الجمالي، بل يسهم في صياغة وعي المجتمع بذاته، حتى في ظل النظريات التي ترى أن مفهوم الهوية الاجتماعية في طريقه إلى التلاشي أمام التحولات الرقمية والعالمية.

من جانبها، رأت الكاتبة ميرا سيثي أن الهوية الثقافية تظل حاضرة في الكتابة الإبداعية، لكنها تنطلق في تجربتها من دوافع إنسانية وعاطفية خالصة، مشددة على أن الكتابة الصادقة هي التي تطرح الأسئلة وتلامس قضايا المجتمع دون قيود.

وأكد الروائي سامرات أوبادهياي أن الأدب الإنساني بطبيعته يتجاوز حدود الجغرافيا والسياسة، وأن انفتاح الأدب على التجارب الإنسانية المتنوعة هو ما يمنحه بعده العالمي، مشيرًا إلى أن كتاباته، رغم ارتباطها ببلده نيبال، تعبّر عن قضايا الإنسان في كل مكان.

وتحدث الروائي سومر شحادة عن تجربته في الكتابة المستلهمة من واقع الحرب والنزوح في سوريا، موضحًا أن رواياته تسعى إلى توثيق التحولات الاجتماعية والإنسانية التي أفرزتها الحرب.

وقدّمت الروائية والشاعرة الفيتنامية الدكتورة نغوين فان كوي ماي ورشة بعنوان «الكتابة الإبداعية»، تناولت خلالها فنون الكتابة كرحلةٍ إنسانيةٍ لاكتشاف الذات واستلهام التراث الشخصي في بناء النص الأدبي.

ودعت الكاتبة المشاركين إلى تحويل ذاكرتهم الفردية إلى مادةٍ سردية، مستعينين بما تحمله الحياة اليومية من تفاصيل صغيرة تشكّل نواة الحكاية، مشيرةً إلى أن الكتابة الإبداعية لا تبدأ من الخيال البعيد، بل من الوعي العميق بما نحمله في داخلنا من صورٍ وأشياءٍ وذكريات.

ورأت نغوين أن الكتابة الإبداعية تحتاج إلى انضباطٍ وتدرّبٍ مستمرّين، وأن الموهبة وحدها لا تكفي لتكوين كاتبٍ حقيقي، موضحةً أن المراجعة والتأمل يمنحان النص عمقه الإنساني، وأن علاقة الكاتب بالتراث ليست استدعاءً للماضي بقدر ما هي إعادة صياغته بلغة الحاضر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى