مشاكسات

 

سليم يونس

“إنها محاولة للإضاءة على الأحداث والمواقف من زوايا أخرى، بقراءة تستهدف استنطاق الأقوال والتصرفات بما لا يفصح عنه ظاهرها، من خلال مشاكسة الظاهر من اللغة، بتفكيك محتواها عبر طرح الأسئلة المخالفة  التي ربما  لا ترضي الكثيرين، كونها تفتح نافذة للتفكير ربما المفارق .. ولكنه فيما نعتقد الضروري، من أجل أن نعيد لفضيلة  السؤال والتفكير قيمته.. أليست مشاكسة.

نزاهة ..

“كشفت صحيفة “فاينانشال تايمز” أن واشنطن عرضت أموالا على أخيليش كومار، قبطان ناقلة النفط الإيرانية “أدريان داريا 1″ المتهمة بنقل النفط إلى سوريا، مقابل تسليمها للولايات المتحدة”.

مشاكسة…هل فوت القبطان الهندي(الكافر) في رأي البعض فرصة الثراء برفضه عرض شرائه من قبل الولايات المتحدة؟ ألا تكشف محاولة الولايات المتحدة الأمريكية شراء القبطان الهندي مستوى الهبوط الأخلاقي في منظومة السياسة الأمريكية؟ وماذا لو قارنا موقف القبطان الهندي (الكافر) بمواقف بعض العرب المسلمين الذين باعوا أوطانهم لمن يدفع أكثر من القوى الأجنبية بـ”أبخس الأثمان”؟ ألا يكشف موقف القبطان الهندي (الكافر) أن الشرف والنزاهة الفكرية والأخلاقية قيمة إنسانية ليس لها علاقة بجنسية أو عرق أو دين؟

 

لا مصلحة..!

انتقد عبد الفتاح مورو توجه الأطراف الليبية المتنازعة إلى فرنسا أو إيطاليا بحثا عن حلول سياسية لأزمتها، واعتبر مورو أن ليبيا هي بعد استراتيجي لتونس ويجب علينا مساعدتها وعدم تركها عرضة للتدخلات الأجنبية، مؤكدا أن تونس ليس لها أي مصلحة سوى في استقرار ليبيا دون تدخلات أجنبية.

مشاكسة..هل يعني انتقاد مورو لليبيين توجههم إلى دول أوروبية أن تونس لا تلجأ لهذه الدول لمساعدتها في أزماتها الأمنية والسياسية والاقتصادية؟ وهل حقا ما يقوله مورو من أن تونس ليس لها مصلحة سوى استقرار ليبيا فقط؟ وماذا عن المصالح الاقتصادية والأمنية التي طالما أكد عليها مسؤولي تونس؟ ثم ماذا عن عبث بعض إرهابيي تونس في ليبيا؟ ثم هل يعتبر مورو أن وجود تونس ضمن اللجنة الثلاثية لدول الجوار، لا يكفي ويريد حصر دور ما سماها المساعدة في تونس فقط، في وقت كان يأمل فيه أن يكون الرئيس المقبل للدولة التونسية؟ ثم هل تونس…كثقل سياسي إقليمي ودولي قادرة موضوعيا على لعب هذا الدور؟

 

أشبعناهم شتما..

أدان الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي د.يوسف بن أحمد العثيمين، محاولة إسرائيل المستمرة لتغيير الهوية التاريخية لفلسطين.

وطالب العثيمين المجتمع الدولي بوضع حد لسياسات إسرائيل العدوانية ضد الشعب الفلسطيني.

مشاكسة…ألا ينطبق المثل القائل” تمخض الجبل فولد فأرا” علي اجتماع منظمة التعاون الإسلامي وبيانها ردا على تعهد نتنياهو ضم منطقة الأغوار؟ وأين يمكن صرف هذه الإدانة فيما الاحتلال الصهيوني يستفرد بالفلسطينيين وينتهك الأقصى ؟ ثم هل الإدانة والاستنكار هي الرد على مصادرة الأرض التي هي وقف إسلامي؟ ألا يستوجب هذا التغول والعدوانية الصهيونية المدعومة أمريكيا خطوات عملية ملموسة من منظمة التعاون الإسلامي أولا قبل المجتمع الدولي؟ أم أن حدود موقف منظمة التعاون هو فقط الإدانة والاستنكار، دون خطوة عملية ملموسة، لينطبق عليها المثل القائل “أشبعتهم شتما وفازوا بالإبل”؟

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى