لوفيغارو: ابن سلمان يسعى لتولي العرش قبل هزيمة محتملة لترامب وهذا ما فعله حتى يعزل والده
قالت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي وصفته بالأمير “المتهوّر” نجح إلى حد ما في طَي الصفحة المتعلقة بجريمة اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي قبل عام؛ وإنقاذ نفسه، بفضل الدعم القوي من والده الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأضافت الصحيفة أنه بالنسبة لبن سلمان فإن قمة مجموعة الـ20 العام القادم في الرياض من شأنها أن تقلب الصفحة، وفق ما نقلت الصحيفة عن خبير فرنسي في دبي. لكن بأي ثمن وإلى متى سيستمر انقاذ ولي العهد السعودي، الذي يبقى شخصاً غير مرغوب فيه في أوروبا والولايات المتحدة؟ تتساءل “لوفيغارو”.
في داخل المملكة -توضح لوفيغارو- فإن إصلاحات محمد بن سلمان المؤيدة للمرأة تلطخت بحملة الاعتقالات بحق الناشطات في مجال حقوق المرأة. أما فيما يخص سلطته الاستبدادية، فما زالت تقلق رجال الأعمال المحلّيين. كما أن الأخبار السيئة توالت على المملكة في الأيام الأخيرة. والحديث، هنا عن الهجمات على منشآت أرامكو النفطية التي تبناه الحوثيون والتي شكلت ضربة قوية للاقتصاد السعودي وهزت صورة المملكة الأمنية وأضعفت ولي عهدها. ثم إعلان الجماعة المدعومة من إيران نهاية الأسبوع المنصرم عن قتلها لـ200 من القوات الحكومية اليمنية المدعومة من السعودية وأسرها لنحو 2000، بما في ذلك جنود سعوديون. وهو ما يُعد -وفق لوفيغارو- صفعة قوية جديدة لبن سلمان، حتى وإن كانت الوقائع تعود إلى شهر أغسطس/ آب الماضي.
وتابعت “لوفيغارو” نقلا عن خبير فرنسي آخر على دراية بشؤون المملكة تساؤله: “كيف يمكن للسعودية أن تطلع إلى أن تكون قوة حديثة وحقيقية في ظل اعتمادها على دولة أجنبية لحفظ أمنها، فضلاً عن حراس شخصيين للحماية الشخصية؟ في إشارة إلى الحراس الأجانب الخاصين بولي العهد، والذين لجأ إليهم بعد أن أصبح عرضة لأن يكون هدفًا داخل العائلة المالكة، بسبب تصرفاته- بما في ذلك إهانة عشرات الأمراء ورجال الأعمال- والتي خلقت له الكثير من العداوات داخل العائلة الحاكمة.
وأيضاً، اعتبرت “لوفيغارو” أن اغتيال عبد العزيز الفغم الحارس الشخصي للملك سلمان، مساء السبت الماضي في جدة، يؤجج الشائعات والشكوك؛ موضحة أنه بعد تغيير رئيس الديوان الملكي هذا الصيف، ليحل محله فهد العيسى الذي يعد مقرباً من محمد بن سلمان؛ فإن البعض يرى في جريمة اغتيال الحارس الشخصي، مؤشراً إضافياً على رغبة ولي العهد في عزل والده، المريض والبالغ من العمر 83 عاما، الذي يحمل مصير ابنه المفضل بين يديه.
ورأت الصحيفة الفرنسية أن في هذه الأوقات المضطربة، عاد الحديث عن سيناريو استبعاد أو عزل الملك سلمان من قبل ابنه. فوفقا لأنصاره، فإن محمد بن سلمان يحتاج إلى أن يصبح ملكاً قبل هزيمة محتملة لدونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2020، أمام مرشح ديمقراطي يمكنه رفض التحالف معه. وعليه -تضيف لوفيغارو- فإن بن سلمان الذي أضعفته التطورات الأخيرة؛ يسعى إلى أخذ المبادرة. ويبدو أن الرياض قبلت مؤخرا عرضا جزئيا للهدنة قدمه المتمردون الحوثيون، الذين أطلقوا يوم أمس من جانب واحد 300 سجين، بمن فيهم بعض السعوديين.
وخلصت “لوفيغارو” إلى القول إنه حتى حليفته دولة الإمارات العربية المتحدة، باتت تشكك الآن في قدرة محمد بن سلمان على قيادة المملكة العربية السعودية.