فشة خلق .. دعارة إعلامية غير مسبوقة
بقلم/ أديب الطهقان
مازالت أجراس الإعلام تُدق في كل مكان، وتفوح رائحته النتنة الشبيهة برائحة سجائر الحشيش في زوايا العقول المغيبة والهاربة من ضجيج الأحداث والأوطان، والمخدرة ضمائرها من زحمة الأكاذيب والمختلطة بوعود حكامها…هي سلعة رائجة تُغني صاحبها وتحمي ولي النِعم وتجنب الشعوب الكثير من المحن…
فالمهمة لم تعد مقتصرة على أحد فالجميع أصبح متخصصا فيها وفي مقدمتهم الإعلاميين من صحفيين ومقدمي برامج وفنانين وسياسيين وأطباء ومهندسين وكل فئات الشعب المهروسة قبل الطبقة الغنية ، طبعا بعد اختفاء الطبقة الوسطى لانصهارها في السفلى واندماجها اندماجا لا تحسد عليه ، وكي لا نظلم أحد يجب أن نذكر الراقصات اللواتي أصبح لهن دورُ سيذكره الشعب ويخلده التاريخ في التعريض ولكن على “وحدة ونص”، مطالبات بالتمسك بالقيم والتي تحث على عدم التخلي عن الرئيس والتمسك به حتى من “بنطلونه” إن لزم الأمر.
وبما أن هناك دعارة إعلامية هدفها الترويج لانجازات الرئيس وقلب الحقائق ونشر الشائعات وجعل البلد ومصيرها قائم على بقاء رجل واحد ليديرها بالبيضة والحجر والعهر في الخطابات المبهمة والأكاذيب التافهة والكذب ليل نهار لإقناع السذج من الناس، فإنه هناك دوما قوادون لهذه الدعارة الإعلامية وهي شلة معروفه للجميع على شاكلة عمرو أديب وأحمد موسى وآخرون كُثر الذين يجدون لهم موطأ قدم عند القواد الأكبر، ومن أجل اكتمال الحبكة الدرامية في الدعارة الإعلامية كان لابد من إضافة الطابع الديني لكسب المزيد من التعاطف وهو الوتر الحساس الذي يلعب عليه الإعلام وفي هذه الحالة المتمثلة في شخصية دينية كشيخ النصابين الملقب بالجندي الذي نستشف من لقبه دوره كجندي مدافع بشراسة عن النظام .
هؤلاء هم من يستخدمهم الحاكم لتجميل صورته التي قُبحت بتصرفاته وسرقته لأموال البلاد والتبجح بها علنا وإهدارها في قصور لا لازم لها…هؤلاء هم شلة الناعقين واللاعقين لأحذية أسيادهم وترابهم الذي يمشون عليه وكل شيء يمكن أن يُلعق منه ..
و دون تقليل من شأنه ومجهوداته لكن ما استغربه هل يحتاج المصريون لرجل كمحمد علي ليستنهضهم للخروج ضد هذا المريض الذي يحكمهم في ثورة جديدة تزيحه ومن ولاه من رجالات الجيش والمنتفعين والمتسلقين والمتملقين.. ألا تكفي كميه الأكاذيب والوعود التي لم يتحقق منها شيء إلا في مخيلة البشر.
إن كميه الظلم التي وقعت على الشعب المصري من تجويع وفقر وتخريب للاقتصاد وسوء إدارة البلاد وإهدار للمال العام وتعويم الجنيه وارتفاع الأسعار وتدهور الخدمات الصحية والتعليمية وانتهاك حقوق الإنسان واعتقالهم لمجرد إبداء رأي مخالف وقتلهم بداعي محاربة الإرهاب وتأمين البلاد كافة لإخراج الميت من قبره قبل الحي ليثور على هذا الرويبضة….
في قناعتي ..المصريون قادرون على القيام بثورة حقيقية تعيد لهم البلد ليحكموها….لأنهم فعلوها لمن جلس على قلوبهم30 عاما ورغم أن الأحوال لم تصل إلى ما وصلت إليه الآن في عهده تخلصوا منه من أجل حياة كريمة وكرامة يتنفسونها مع الحرية لا يقمعهم أحد لرأي أبدوه أو وضع انتقدوه أو حق من حقوقهم المشروعة طالبوا به.
لا أود الإطالة في مقالتي حتى لا يدخل الملل إلى القارئ رغم وجود تفاصيل نحتاج لكتابتها وإيصالها فالقضية قديمة جديدة ومتشعبة الأبعاد ودورها عظيم في تحديد مصائر الشعوب.
خلاصة القول أن الدعارة الإعلامية هي من اخطر الأدوات التي تستعملها الأنظمة الاستبدادية لقمع شعوبها والسيطرة على مقدرات وخيرات البلاد من خلال تأليه الصنم الحاكم وعبادته بجعله المخلص الأوحد لهموم ومشاكل الناس وبزرع فزاعة انهيار الدولة بسقوطه وجعله صمام الأمان وإرهاب الشعب بالضياع والدمار، كما حدث في دول الجوار بتجميل قبيحه وتقبيح محاولات التظاهر من قبل المهمشين والمطحونين لعرقلة مسيرة القائد الأعظم في تنمية ونهوض البلاد.
كل هذا يندرج تحت مسمى الاستخفاف بالعقول والاستهزاء بإنسانية البشر وأرواحهم ومعاناتهم ،ويبقى السؤال الذي لا يفارقني إلى متى يجب أن نصبر ونشكو همنا والظلم الواقع علينا إلى إله البشر وننتظر النجدة منه دون أن نحرك ساكنا
زمن المعجزات انتهى وحتى لو مازال فلما نقبل بسكوتنا وخنوعنا ؟ فالقدر لا يستجيب إلا لشعب يريد الحياة ويكسر القيد بنفسه لينجلي ليل طالت عتمته…أرجو أن تكون قد وصلت الفكرة.. والله الموفق.
المقالة لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي صاحبها