خريطة التحالفات التشريعية في تونس تحسم اسم الرئيس القادم
يسيطر الغموض على المشهد التونسي فيما يتعلق بالجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، خاصة في ظل عدم إعلان التكتلات والأحزاب السياسية عن موقفها من دعم أحد المرشحين.
يخوض انتخابات الجولة الثانية الأستاذ الجامعي قيس سعيد مع منافسه نبيل قروي رجل الأعمال التونسي الموقوف على ذمة تحقيقات أولية حتى الآن.
الموقف الأكثر وضوحا حتى الآن هو موقف حركة “النهضة”، التي أعلنت دعمها للمرشح قيس سعيد بعد خسارة مرشحها عبد الفتاح مورور في الجولة الأولى، فيما يظل موقف حركة “نداء تونس” و”مشروع تونس” وبعض الأحزاب التي دعمت وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي محل البحث.
تساهم التحالفات السياسية عقب نتائج الانتخابات التشريعية التي تجرى قبل الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بشكل كبير في حسم اسم الرئيس القادم لتونس.
من ناحيته قال المنجي الحرباوي المتحدث باسم حركة نداء تونس، إن الحزب يبحث موقفه خلال الأيام المقبلة بشأن دعم أحد المرشحين في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.
وأضاف في تصريح صحفي الخميس، أن حركة نداء تونس لم تحدد موقفها بعد، خاصة في ظل الضبابية التي تسيطر على المشهد.
نداء تونس يبحث موقف من المرشحين
وتابع بقوله أن: “وجود نبيل القروي في السجن حتى الآن يحيرنا، وكذلك فيما يتعلق بالمرشح قيس سعيد فإنه لم يتحدث عن برنامجه حتى الآن، كما تحوم حول مناصريه العديد من نقاط الاستفهام”.
وأوضح أن الوضع الضبابي في تونس ساهم في عدم حسم موقف نداء تونس حتى الأن، وأن كل الخيارات مفتوحة بتأييد أحدهم، أو اتخاذ موقف اللا موقف، وأن الحركة ستحدد موقفها قبل الانتخابات.
هل تراهن النهضة على الجواد الرابح؟
واستطرد: “نحن نعرف أن الإخوان المسلمون في تونس دائما ما يحاولون التموقع بسرعة والمراهنة على الجواد الرابح”.
وأشار إلى أن نداء تونس يخوض الانتخابات البرلمانية بقوائم كاملة من الحركة في 33 دائرة ، وأنه يبحث مسألة التحالف بعد إعلان النتائج. مؤكدا أن الحركة تتحاور مع العديد من الأحزاب والحركات الوطنية التونسية.
وشدد على أن الاغتيالات السياسية والجهاز السري، هو ملف يؤرق الشعب التونسي، ويؤثر بشكل كبير على الأوضاع في تونس بشكل عام، وحركة النهضة بشكل خاص باعتبارها متورطة في ملفي الاغتيالات والجهاز السري الموازي.
ما موقف حركة مشروع تونس؟
من ناحيتها قالت النائبة خولة بن عائشة عن حركة مشروع تونس، إن الحركة أرجأت الحديث بشأن الانتخابات الرئاسية لما بعد الانتخابات التشريعية.
وأضافت في حديثها لـ”سبوتنيك”، الخميس، أن الحركة سخرت كل جهودها في الوقت الراهن للعمل على الانتخابات التشريعية والحصول على أكبر عدد من المقاعد، خاصة أنها الأهم من حيث الصلاحيات.
وترى بن عائشة أن التحالفات التي تنجم عن الانتخابات التشريعية هي من تحدد عمليات الدعم لأحد المرشحين، وأن الحركة لابد أن تتخذ موقفها بدعم أحد المرشحين وحث القواعد على انتخابه إلا أن ذلك سيكون أكثر وضوحا بعد نتائج الانتخابات التشريعية.
ويرجح الخبراء أن الأحزاب اليسارية والوسطية قد تتجه لدعم القروي في ظل إعلان النهضة دعمها لقيس سعيد.
وزير الدفاع يدعو لانتخاب هذه القوى
وفي تدوينة سابقة قال وزير الدفاع التونسي عبد الكريم الزبيدي “فيما يخصّ التعامل مع الانتخابات التشريعية القادمة، أدعو كل التونسيات والتونسيين الذين انتخبوني إلى أن يدعموا كل القوى الديمقراطية والوسطية والحداثية والقائمات المستقلة التي ساندتنا منذ بداية الحملة وأثنائها وأخصّ بالذكر (أفاق تونس + نداء تونس + مشروع تونس + الحزب الاشتراكي اليساري + الحزب الوسطي الجديد + حزب الورقه + التحالف من أجل تونس + حركة الوطن الجديد)، وكذلك القائمات الائتلافية والمستقلة، التي سننشرها على صفحتنا الرسمية.”
وأضاف على صفحته الرسمية بفيسبوك “إيمانا منّي بمبدأ المساواة بين المترشحيّن للدورة الثانية، أطالب بإطلاق سراح السيد نبيل القروي بصورة فورية وذلك في سبيل تحقيق مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص بين المترشحيّن بإعتبار أن انتخابات لا تضمن هذين المبدأين هي انتخابات معيبة ومطعون في مصداقيتها كما أنها تمثل انتهاكا واضحا لمقتضيات الدستور.
وتابع الزبيدي “بهذه المناسبة أدعو كل التوانسة في الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية بأن ينتخبوا الشخص الذي يرون فيه الكفاءة والخصال اللازمة لمنصب رئيس الجمهورية في إطار شريف ومشرف لتونس في الداخل والخارج”.
موقف النهضة
في وقت سابق أعلن مجلس شورى حركة “النهضة” مساندة المرشح المستقل قيس سعيد في الدور الثاني للانتخابات الرئاسية، داعيا إلى توفير مناخات تكافؤ الفرص بين المترشحين للانتخابات الرئاسية في دورتها الثانية.
وأشار المجلس في بيانه الثلاثاء الماض، إلى أن حركة “النهضة” تلقت بكل اهتمام رسائل الشعب التونسي من خلال نتائج انتخابات الدور الأول، وخاصة ما تعلق منها بالتجديد والإصلاح ومحاربة الفساد وقرر تخصيص دورته القادمة للتقييم والنقد الذاتي للتجربة الماضية واستخلاص أهم الدروس منها.