بعد التوترات الأخيرة مع مصر… إثيوبيا تكشف رسميا سبب تأخر بناء “سد النهضة”

قال مسؤول في سد النهضة الإثيوبي إن الإنشاءات في المشروع، البالغة تكلفته أربعة مليارات دولار، تأخرت لخمسة أعوام، بعدما اضطر المهندسون العاملون به لاستبدال أعمال تشييد دون المستوى.

وقال بيلاشو كاسا منسق الموقع ونائب مدير المشروع، في تصريحات مع وكالة “رويترز”: “أزلنا بعض أعمال الصلب عند منافذ التصريف في القاع واستبدلناها بأخرى جديدة… كما قمنا بتعديل وإصلاح بعض أعمال هياكل الصلب”.

وأضاف: “منافذ القاع… كانت في البداية من تنفيذ ميتيك”، في إشارة إلى شركة الصناعات الكبيرة التابعة للجيش التي كانت مسؤولة عن تنفيذ معظم الأعمال الإنشائية للسد، لكن جرت إزاحتها عن المشروع في أغسطس من العام الماضي، بعدما تولى أبي أحمد رئاسة الوزراء في أبريل/ نيسان الماضي.

وقال بيلاشو: “خلص خبراؤنا إلى أن منافذ القاع كانت دون المستوى من حيث (متطلبات) الجودة”.

وكان مسؤول إثيوبي أعلن، في وقت سابق، أن الاقتراح الذي قدمته مصر بخصوص ملء سد النهضة خلال الاجتماع الأخير الذي عقد في القاهرة، لا يحترم سيادتها وحقها في تنمية مواردها.

وقال المدير التنفيذي للمكتب الإثيوبي الفني الإقليمي لشرق النيل، فكأحمد نجاش، في مقابلة مع الوكالة الإثيوبية الرسمية، إن اقتراح مصر ينتهك الإجراءت التي يجب اتباعها، لافتا إلى أنه ينبغي أن تكون إثيوبيا هي التي تتقدم بالاقتراح حول التعبئة للسد وليس العكس.

وأضاف: “مصر تتصرف كصاحبة السد وتخرج باقتراح يطلب من إثيوبيا التعليق على ذلك. هذا ليس منطقيا في الواقع”.

واقترحت مصر ملء السد خلال سبع سنوات مع الإبقاء على مستوى المياه في سد أسوان عند 165 مترا فوق سطح الأرض، وأن تقدم إثيوبيا 40 مليار متر مكعب سنويا من المياه إليها، لكن إثيوبيا رفضت على الفور هذا الاقتراح قائلة إنه لا يحترم سيادتها والحق في تنمية مواردها، وفقا للوكالة.

وتابع المسؤول: “الجزء المضحك من هذا الاقتراح هو أن مصر ستطرح اقتراحها الخاص، لكنه سد إثيوبيا. الأمر المنطقي هو أن إثيوبيا ستأتي بخطة التعبئة ويمكن لمصر أن تعلق على ذلك، كما يمكن أن تبدي قلقها بشأن الاقتراح الإثيوبي وأن تطلب بتحسينه”. وشدد فكأحمد على أن اقتراح مصر “سوف يؤثر بشكل كبير” على إثيوبيا.

وقال: “بالتأكيد إصدار 40 مليار متر مكعب سيكون له تأثير كبير على وقت الملء، كما له أيضا تأثير اقتصادي ومعنوي وكذلك مسألة متعلقة بسيادة البلاد، وإذا قبلت إثيوبيا على 40 مليار متر مكعب مع الحفاظ على مستوى سد أسوان عند ارتفاع 165 مترًا فوق سطح الأرض، فهناك احتمال في عدم القدرة على ملء السد أبدا”.

وأشار فكأحمد إلى أن “تدفق النيل الذي يتراوح بين 29 مليار متر مكعب إلى 74 مليار متر مكعب، تدفق متقلب، فمن الصعب إطلاق هذه الكمية الكبيرة من المياه والحفاظ على مستوى المياه في سد أسوان”.

وتريد مصر في اقتراحها ألا يقل منسوب خزان السد العالي خلال سنوات ملء سد النهضة عن 165 مترا، لأنها تخشى أن تتزامن المرحلة الأولى لملء السد مع فترة جفاف شديد في النيل الأزرق في إثيوبيا، على غرار ما حدث في 1979 و1987. وأكدت مصر أن مسألة مياه نهر النيل تعد مسألة حياة ووجود بالنسبة لمصر، معربة عن عدم ارتياحها لطول أمد المفاوضات مع إثيوبيا حول ملء وتشغيل السد.

كما أكد الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، الخميس الماضي، أنه لن يتم تشغيل سد النهضة الإثيوبي بفرض الأمر الواقع “لأننا ليس لدينا مصدر آخر للمياه سوى نهر النيل”، وذلك خلال حواره مع عدد من الشخصيات المؤثرة داخل المجتمع الأمريكي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى