لقاء

بتوقيت الإبداع ..سيد الدهشة وعرّاب الدراما النجم أيمن زيدان في تواريخ..

تقرير: هناء الزريعي

بتوقيت الإبداع وعلى تمام الساعة 66 دهشةً، تقف عقارب ساعتنا لنسلط الضوء على بطل من زمن الفن الجميل الفنان القدير أيمن غالب زيدان ، الذي مازال يثري المكتبة الفنية العربية والسورية بإرث فني زاخر بالإبداع، إذ جعل المشاهد السوري والعربي يتفاعل مع شخصياته المتنوعة بالحب تارة والرهبة والتقدير تارة أخرى، معجبون باحترافه وقوة حضوره حد الحيرة، فمن أين نبتدئ.

هو ..وهو فقط فنان من الطراز الرفيع، سيد الدهشة له سنوات طويلة من الإبداع التي أمتعنا فيها بأدواره، وأتت كنور حقيقي أخرجت الظروف من عتمتها, ولأن المسافة بين تمثيله وإخراجه وكتاباته مسافة عادلة ومنصفة للتميز بشتى فصوله الخضراء، كان لابد أن نشكر فناننا القدير بطل من الزمن الجميل على ما قدمه وما يقدمه لنا .

وهنا نقدم لكم نبذة عن مشوار نجمنا الحافل بالعديد من الأعمال التي شارك فيها، وكيف كانت البداية ؟

كان يوم السبت 1سبتمبر لعام 1956يوما مميزا لأسرة سورية من قرية الرحيبة في (ريف دمشق) حيث رُزقت ببكرها الذي أسمته أيمن، نشأ الفنان أيمن في أسرة محافظة متوسطة الحال مكونة من خمسة شباب وثلاث بنات، فوالد فناننا غالب زيدان عمل شرطيًا، وجده شكري زيدان، كان مختارا لهذه البلدة.

 وفي طريق الشمس والمطر كانت بذور حب الفن تتشكل في نجمنا الذي عاكس رغبة الأهل التي آخر ما كانت تحلم به “الأسرة الزيدانية” أن يكون ابنها البكر فنانا.

بداية مسيرة  الإبداع

عاش النجم أيمن في قرية الرحيبة طوال فترة طفولته، إلا أنه اضطر في مرحلة الصبا إلى الانتقال هو وأسرته إلى العاصمة دمشق لظروف عمل الوالد، ولأن رحلته مع الدنيا كانت شاقة فيها من الأحلام والطموحات الكثير، بدأ العمل في سن الرابعة عشرة، كسائق سيارة وميكانيكي، وفي مطعم، ومدرساً أيضاً في مدرسة ابتدائية أثناء دراسته الجامعية.

ولأن صوته وقور كانت بدايته في زرع بذور الفن التي أزهرت لاحقا بعمله كملقن بغرفة جاره الفنان نزار فؤاد لخمسة أعوام، وكان عمره حينذاك ستة عشر عاما، ومنها عبر النهر إلى ضفة الفن بسلام، حيث حدث أول احتكاك بينه وبين عالم المسرح، فكثر وتعاظم حبه لهذا المجال وظهر ولعه بالفن، فعرض الأمر على أسرته التي وجد منها معارضة لهذا الموضوع في البداية، فاضطر بعد انتهائه من مرحلة الثانوية العامة إلى الالتحاق بكلية الحقوق وظل بها لعام دراسي واحد إلا أنها لم تجد صدى قبول في نفسه، فالتحق في العام التالي بكلية التجارة وأمضى بها عام، حتى حدث شيء غير مسار حياته، وهو افتتاح معهد الفنون المسرحية في سوريا، فقرر الانضمام إليه فورا، حينها كان يبلغ من العمر 22 عاما، إذ تتلمذ نجمنا على يد مبدعين في عالم الفن كالفنان أسعد فضة ووليد القوتلي والراحل فواز الساجر، فكان خريج دفعة عام 1981 أيمن زيدان حاملا للشهادة رقم “1” في العام.

بدأ نجمنا يوما بعد يوم في مشوار فني زاخر بالجديد والمميز، فحمل رصيدا من الأعمال الفنية التي أمتعنا بها والتي حُفرت في ذاكرتنا و في تاريخ الفن باسم إمبراطور الدراما السورية.

المسيرة الفنية وتخطي الصعوبات

عمل بعد تخرجه في المسرح، حيث كان هو حبه الأول والسبب في دخوله معهد الفنون المسرحية، فاشترك في عدة مسرحيات سواء كممثل أو كمخرج، وأعطى الكثير من أنفاسه إلى المسرح القومي والمسرح الجوال، حتى أنه سافر إلى ألمانيا للحصول على دورة في الإخراج المسرحي في برلين، وبعدها بعدة سنوات أصبح مديرا للمسرح الجوال .

في عام 1983 قرر خوض أول  تجربة له كممثل، فوقف أمام كاميرا المخرج مأمون البني في دور في مسلسل “نساء بلا أجنحة”،هذا ومنحه أيضا المخرج محمد ملص فرصة كبيرة وبداية مميزة لإثبات نفسه أمام كاميرات السينما عندما أعطاه دورا هاما في فيلم “أحلام المدينة” الحائز على جائزة مهرجان “كان” عام 1984 ، ومن بعدها توالت عليه الأعمال.

ولأننا هنا نحبه، نسرد لكم في سطورنا تاريخ مشوار الإمبراطور أيمن زيدان الإبداعي لتخضر أوراقنا.

والبداية لأعماله الناجحة في التلفزيون:

أول دور تلفزيوني لفناننا كان في مسلسل “نساء بلا أجنحة” سنة 1983 بإدارة المخرج مأمون البني، ليبدأ بعدها سلسلةً من المشاركات التلفزيونية، ليصبح أحد أبرز نجوم الدراما السورية، وصنّاعها أيضاً، ثم أتت إحدى أهم اللحظات المفصلية في تاريخ الدراما السورية والتي كانت أحد أهم انتشارها الواسع على المستوى العربي في العام 1993 حينما تولى الفنّان أيمن زيدان الإشراف على تأسيس شركة “الشام الدولية للإنتاج السينمائي والتلفزيوني”، إذ كان من باكورة إنتاجاتها “نهاية رجل شجاع” من إخراج نجدة إسماعيل أنزور عن رواية الكاتب السوري الكبير حنا مينا.

بذور إبداع زُرعت في ذاكرة المشاهد فأزهرت ياسَمين دمشقي:

في عام  1985 لمع نجم فناننا في مسلسل “عودة عصويد”، “وحصاد السنين” كما كان له نصيب  الأسد في السينما في  فيلم “الشمس في يوم غائم”، وسهرة تلفزيونية ممتعة “أسبوعان وخمسة أشهر”.

هذا وأبدع في عام1987 في عملين هما: “امرأة لا تعرف اليأس” و” نساء بلا أجنحة”.

وشدنا كـ (أنيس) في “لك يا شام عام 1989“.

ولعام 1991 نصيب الأسد من التميز، فقدم لنا (هلال) في مسلسل “هجرة القلوب إلى القلوب” و(تيسير) في مسلسل “الخشخاش”، وسهرة تلفزيونية ” امرأة مع القانون “، وفيلم  “الطحالب “.

ولا تزال أعماله محفورة في الذاكرة، ففي عام 1992  كُتب اسم “أيمن زيدان” بحروف من ذهب فأطل نجمنا على محبيه بدور “جلال” في “الدغري” وبدور “رائد أسامة” في مسلسل”اختفاء رجل”، و”عادل” في مسلسل “سكان الريح” ، والسهرة التلفزيونية “الطوق “.

أما عام 1993 كان له عملين هما  “ابتسامة على شفاه جافة” بدور “فريد”، وتمثيلية “البراءة “.

عام 1994  تميز بدور “مفيد الوحش” في مسلسل “نهاية رجل شجاع”، وقدم لنا عبر الشاشة الصغيرة أيضا مسلسل “المهر الدامي”، وسهرة تلفزيونية “اليوم الطويل”، والسهرة التلفزيونية “الديك”.

وجاءت أدواره “أسامة” من مسلسل “الجوارح”، و”رامي” من مسلسل” يوم بيوم”، وكضيف في السهرة التلفزيونية  “الكاميرا الخفية” عام 1995، كما أبدع نجمنا في دور “أحمد عبد الحق” في مسلسل “يوميات مدير عام 1″، و”الهارب”.

وكان عام 1996 مميزا بعدة أعمال منها “إخوة التراب1” في دور “إسماعيل درويش”، مسلسل”تل الرماد”، مسلسل “أيام الغضب” ،”صوت الفضاء الرنان”.

وبالعودة لعام 1997، أود سؤالكم من منكم نسى “جميل” من مسلسل “يوميات جميل وهناء”، ومسلسل “هوى بحري” .

وعام 1998” تاج من شوك”ومسلسل “الطويبي” ،و من منكم نسي “الشيخ صالح” في”إخوة التراب 2″؟! .

  كما أمتعنا عام1999 بـ “سعيد النايحة” من مسلسل “بطل من هذا الزمان” و”جواد”من مسلسل “جواد الليل” .

وكان نصيبه الفني لعام 2000 ثلاث أعمال فنية “وكيل مطلقات”،” أنت عمري”، وفيلم “الرسالة الأخيرة” .

 وتستمر سنوات التميز لإمبراطور الدراما الفنان أيمن زيدان بتقديم أعمال جديدة  حفرت في ذاكرة المشاهد العربي.

2001: “ألو جميل ألو هناء”.

2002: “هولاكو”، وبدور “أحمد” في مسلسل”حنين” ، وفيلم “الصورة” .

2003:” زمان الصمت” بدور “د. ظافر- أبو مشهور”.

كان الرصيد الفني للنجم أيمن زيدان  في عام 2004 ،مسلسل “أنا وأربع بنات” بدور”لطفي الكعيان”، ومسلسل “عالمكشوف” كضيف شرف، ومسلسل” طيور الشوك”.

2005: مسلسل “ملوك الطوائف” ، وعرفناه كـ “هادي” في “زوج الست”.

2006: “على طول الأيام”، وبدور “حمدي” تابعناه في مسلسل “الوزير وسعادة حرمه.”

وكان عام 2007 متميز، فشارك في المسلسل المصري”عيون ورماد”، “رجل الانقلابات”.

2008:  دور “عثمان باشا” مسلسل “نسيم الروح”، مسلسل “رصيف الذاكرة”.

وفي عام 2009 اتجهت بوصلة إبداع نجمنا أيمن زيدان لعدة شخصيات منها: “جودت أبو ماهر” من مسلسل “قاع المدينة” ، و”مسعود الحفيانة” من مسلسل “مرسوم عائلي” و”أبو جهل” من مسلسل “صدق وعده” وفي مسلسل “الدوامة” كان “حسين طرواح”، وفيلم سيلينا.

2010 : فيلم “مطر أيلول “ومسلسل رايات الحق” بدور”مسيلمة الكذاب”، ومسلسل” تقاطع خطر”.

وفي عام 2011 عاد لنا الدكتور “أحمد عبد الحق” المدير العام النزيه محارب الفساد  في جزء ثاني من مسلسل ” يوميات مدير عام “2

 وتتوالى الأعمال الناجحة للنجم أيمن زيدان ليكون رصيده الفني لعام 2012 ،فأدى  دور “الخليفة هشام  بن عبد الملك” في مسلسل “إمام الفقهاء”، و”أبو وضاح” في مسلسل” زمن البرغوت”، ومسلسل “ما بتخلص حكاياتنا”.

وعام 2013 اتجه للدراما العربية فتابعناه في المسلسل المصري “حاميها و حراميها” بتجسيده لدور “صفوت نصار”، ومسلسل”خيبر” قام بدور “عبد الله بن أبي سلول” ، و”حفيظ” – مسلسل عراقي.

2014:” صرخة روح -2″ أدى دور “معروف”، و”أبو ظافر” في مسلسل “باب الحارة 6″، ومسلسل “عائلة من هذا الزمان”.

وفي عام 2015، أتانا “مالك” من مسلسل”ما وراء الوجوه”، كما شارك في الجزء السابع من “باب الحارة”، قدم دور “مختار” في مسلسل “دامسكو”، ودور “صبحي” في مسلسل “حرائر”، وفيلم  “الأب”.

2018: كان أيمن زيدان “بهاء” في فيلم” مسافرو الحرب”.

2019: وأدى دور “زياد” في فيلم “درب السما”.

وتتواصل مسيرة الإبداع  لإمبراطور الدراما ليسجل حضوره الماسي عام 2021 بعدة أعمال منها  دور “عزمي بيك” في “مسلسل الكندوش”، و”سلسة أسرار”” قصة صدفة منير، ودور”الخال” في مسلسل “خريف العشاق”.

كما تميز عام 2022 بالجزء الثاني من  مسلسل “الكندوش” بدور”عزمي بيك”، ودور “أبو عماد” في مسلسل الفرسان الثلاثة وفيلم  “أيام الرصاص” ، ودور “سالم” في فيلم” أب”.

ومن مسيرته في مجال الإخراج المسرحي والسينمائي والدرامي، نقطف من حدائق إبداعه 12 عملا  نذكر منها:

عام 2000 مسلسل “ليل المسافرين”، الأغاني المصورة التي أخرجها عام 2001″يا هوى” للفنانة ميادة بسيليس، “مسلسل طيور الشوك” عام 2004، ومسرحية “راجعين”، ومسلسل “ملح الحياة” عام 2011.

وفي عام 2014  قدم كمخرج مسرحية “دائرة الطباشير القوقازية”، ومسلسل “أيام لا تنسى” عام 2016، ومسرحية “اختطاف” عام 2017.

وأخرج عام 2018 مسرحية “فابريكا”، وفيلم “أمينة”، وعام 2021، وفيلم “غيوم داكنة” ومسرحية “سوبر ماركت”.

 ولأن الإبداع و العطاء الفني لا ينتهي ومستمر، أخرج في عام  2022 فيلم “أيام الرصاص”.

أيمن زيدان .. ومنه يبدأ الحرف

فعلا.. ومنه بدأ الحرف، إذ أضاء شموع الأمل والدهشة أمام السطر الحزين، فأثرى المكتبة الثقافية العربية بخمس مجموعات قصصية، نقرأها حباً:

2008: الأولى: ليلة رمادية:: دار بعل.

2015 الثانية: أوجاع: دار نينوى.

2018 الثالثة: تفاصيل: دار نينوى.

2020 الرابعة: وجوه: دار السعيد.

2021 الخامسة: سأصير ممثلا: دار كنعان.

كما أحببناه كمحاور في تقديم البرامج:

1998: وزنك ذهب: تلفزيون أبو ظبي.

2009: لقاء الأجيال: تلفزيون أبو ظبي لموسمين الأول والثاني.

2018: “برنامج سيبيا”: تلفزيون لنا.

2019: “أنا الأول “: بي إن دراما.

و لأن  نجمنا الرائع يستحق التكريم، كان له نصيب في عدة جوائز مهمة:

2017:  الجزائر- جائزة مهرجان “وهران” الدولي للفيلم العربي عن فئة أفضل ممثل في الأفلام الروائية الطويلة عن دوره في فيلم “الأب” لمخرجه باسل الخطيب.

2017: مصر- أفضل ممثل عربي في مسابقة “نور الشريف للفيلم العربي”، عن دوره في فيلم “الأب” للمخرج باسل الخطيب، الذي حصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة لأفضل فيلم عربي خلال مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط.

2019: إيران جائزة السلام في ختام فعاليات مهرجان الفجر السينمائي في العاصمة الإيرانية طهران ضمن مسابقة أفلام الشرق عن فيلمه أمينة

 أبحرنا في  تاريخ فني لا ينتهي لإمبراطور الإبداع وعملاق الدراما النجم أيمن زيدان الذي أمتعنا بحرفيته الصادقة في التمثيل الواقعي، إذ جعلنا نعيش ونشعر كأننا جزء من المسلسل.

لذلك مازلنا ننتظر من نجمنا القدير أيمن زيدان المزيد والمزيد من العطاء الفني.. شكرا لإمبراطور الفن السوري على إمتاعنا  .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى