الجزر اليونانية تواجه أكبر موجة هجرة منذ عام 2016

مهاجرون أنقذهم قارب تابع لعملية فرونتكس الأوروبية بنتظرون نقلهم إلى مركز إيواء في جزيرة ليسبوس اليونانية في 2 تشرين الأول/أكتوبر 2019

يشير عنصر من خفر السواحل اليونانيين إلى مدى صعوبة التعامل مع تدفق المهاجرين إلى جزيرة ليسبوس، قائلاً إنهم يتعاطون مع العملية “على أساس يومي”، وذلك عند وصول خامس مجموعة مهاجرين في اليوم إلى الجزيرة التي تواجه تدفق أكبر موجة مهاجرين إليها منذ عام 2016.

وعلى شاطئ سكالا سيكامينياس شمال ليسبوس، “وصل 250 شخصاً خلال يوم واحد”، كما أوضح الثلاثاء لوكالة فرانس برس باتريك فولي، منسق عمليات الإغاثة في منظمة “لايت هاوس ريليف” السويدية غير الحكومية.

وأضاف “لقد قدمنا المساعدة لأكثر من 5 آلاف شخص خلال شهرين”، وذلك مع وصول قاربين محملين نحو 50 مهاجراً إلى شواطئ الجزيرة صباح الأربعاء.

وأشار إلى أن عدد الوافدين “ارتفع بشكل هائل منذ شهرين”، وذلك في سياق أزمة مهاجرين جديدة في اليونان، بعد أربع سنوات من وصول مليون طالب لجوء إلى الجزر اليونانية.

ووصل في أيلول/سبتمبر 10258 مهاجراً إلى الجزر اليونانية انطلاقاً من الشواطئ التركية المجاورة، غالبيتهم من العائلات الأفغانية والسورية، وفق آخر إحصاء للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

واعتبر وزير الدولة لشؤون الحماية المدنية ليفتيريس أويكونومو أن “اليونان تمر بأسوأ فترة لها” منذ عام 2016، أي حين وقع الاتحاد الأوروبي وتركيا على اتفاق ينص على خفض عدد الوافدين إلى أوروبا.

وأكد بدوره باتريك فولي “كل شهر يصل عدد أكبر من الشهر نفسه العام الماضي”.

وفي أيار/مايو، ساعدت المنظمة التي ينتمي إليها فولي 70 مهاجراً في الرسو بأمان على شواطئ ليسبوس وقدمت لهم مأوى موقتا.

وتخطى هذا العدد الـ2800 شخص في أيلول/سبتمبر فيما وصل في آب/أغسطس العدد نفسه تقريباً، وفق فولي.

ورأى أن المستقبل “مجهول فعلاً: يمكن أن يعود الوضع إلى طبيعته بين ليلة وضحاها، وربما ما يجري موجة قصيرة الأمد، أو ربما العكس، سيواصل عدد الواصلين الارتفاع”.

ويخنق عدد الوافدين المتزايد إلى جزر بحر إيجه شبكة مراكز إيواء للمهاجرين مكتظة أصلاً.

ويعيش في المناطق الخمس “الساخنة” في جزر ليسبوس وساموس وكوس وخيوس وليروس أكثر من 26 ألف مهاجر ولاجئ، موزعين على ما يزيد بقليل على ستة آلاف موقع.

ويسكن المهاجرون، في ظروف غير صحية، داخل حاويات للشحن أو في خيم موقتة، ويشتكون من اضطرارهم على الانتظار لساعات للأكل والاستحمام أو استخدام المرحاض.

-ظروف “غير إنسانية”-

قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بيان نشر الثلاثاء “إبقاء الناس على هذه الجزر في ظروف من عدم الامان هو امر غير إنساني ويجب أن يتم وضع حد لذلك”.

وقضت مهاجرة وأصيب 17 بجروح الأحد جراء حريق تلته أعمال شغب.

وحضت مفوضية شؤون اللاجئين “السلطات اليونانية على تسريع عملية نقل 5 آلاف طالب لجوء إلى اليونان القارية سمح لهم أصلاً بمواصلة عملية تقديم طلبات لجوء”.

وأضافت “بموازاة ذلك، يجب توفير مراكز إيواء جديدة لتخفيف الضغط عن الجزر، ونحو اليونان القارية، حيث معظم المواقع قادرة على استقبالهم”.

ويرى كثر في اليونان أن تركيا لا تفعل ما يكفي لوقف تدفق المهاجرين من بحر إيجه الذي يسفر عبوره سنوياً عن غرق المئات.

لكن باتريك فولي يعتبر أن الخشية من التوقيف في تركيا هي التي تدفع المهاجرين، خصوصاً الأفغان منهم، إلى المغادرة نحو اليونان بأسرع ما يمكن.

ويضيف “العديد من القادمين من أفغانستان قضوا أسبوعين تقريباً في تركيا قبل أن يعبروا”، مدركين “تقريباً” ما ينتظرهم في المخيمات اليونانية. لكنهم “يعتقدون أن الأمور لا يمكن أن تكون أسوأ من ذلك”.

وأعلنت الحكومة اليونانية المحافظة، التي وصلت إلى السلطة بعد انتخابات في 7 تموز/يوليو، نيتها إعادة 10 آلاف مهاجر إلى تركيا بحلول نهاية عام 2020، وذلك بموجب الاتفاق الذي توصلت اليه أنقرة وبروكسل في 2016.

ويتوجه الوزير اليوناني المكلف شؤون المهاجرين إلى أنقرة الأربعاء للقاء وزير الداخلية التركي.

ويتوجه من جهته المفوض الأوروبي لشؤون الهجرة ديميتريس أفرامبوليس في اليونان الجمعة.

وتعهدت أثينا نقل المهاجرين من الجزر إلى الداخل.

لكن في ظلّ التدفق المتواصل للمهاجرين إلى الجزر بهذه الوتيرة الكبيرة، لن يؤدي نقل الآخرين من المخيمات إلى تحقيق نتائج ملموسة في تخفيف الضغط عنها.

ونقل نحو 250 مهاجراً الاثنين إلى مدينة بيرايوس، وهو عدد المهاجرين نفسه الذين رسوا في ليسبوس في اليوم التالي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى