أُم تزعم أن ابنتها المُتبناة ذات السنوات التسع هي في الحقيقة قاتلة تخطت العشرين
قصة بها جميع عناصر أفلام الرعب: زوجان مسيحيان غافلان يتبنيان فتاةً صغيرةً وديعةً ثم يكتشفان أنها بالغة مختلة اجتماعياً تتظاهر بأنها طفلة.
يقول تقرير نشرته صحيفة The Daily Mail البريطانية، إن كانت تلك القصة تبدو مألوفة لك، فربما يكون السبب أنها نسخة طبق الأصل لحبكة فيلم الرعب «Orphan» من إنتاج عام 2009.
لكن رغم غرابة الأمر، فهذه هي الحجة الدفاعية المدهشة التي قدمتها أمٌّ لثلاثة أطفال ومؤلفة كتبٍ عن الأبوة، عند توجيه اتهامٍ صادمٍ إليها بجنحة الإهمال، لهجرها ابنتها المتبنَّاة.
طفلة في عمر 22 عاماً!
ويُزعم أن كريستين بارنيت (45 عاماً)، وطليقها مايكل بارنيت (43 عاماً)، قد تركا ابنتهما المتبناة أوكرانية الأصل، ناتاليا غريس، بشقةٍ في مدينة لافاييت بولاية إنديانا عام 2013، قبل انتقالهما إلى كندا بعد شهرٍ وانقطاع اتصالهما بها.
وتقول الشرطة إن الفتاة قد تُركت لتعتني بنفسها ثلاث سنواتٍ، رغم معاناتها نوعاً نادراً من القزامة أوقف نموَّها عند طول 90 سم ويصعِّب عليها المشي.
لكن في حوارٍ حصريٍّ مع برنامج DailyMailTV بمكان غير مُعلَنٍ، أصرَّت كريستين على وجود ثغرة كبيرٍة في القضية: لم يكن عمر ناتاليا تسع سنوات، مثلما جاء في لائحة الاتهام، بل هو 22 سنةً.
وتزعم كريستين أنها وأسرتها هم الضحايا الحقيقيون الذين تعرَّضوا للإرهاب لمدة سنين، على يد المحتالة الغامضة التي هدَّدت بطعنهم في أثناء نومهم، ودفعتها نحو سياج مُكهرَب، وسكبت مبيِّض أقمشةٍ في قهوتها.
وصرَّحت لبرنامج DailyMailTV، قائلةً: «كانت تقول أشياء وترسم صوراً، تقول إنها أرادت قتل أفراد أسرتي ولفَّهم ببطانيةٍ ووضعهم في الفناء الخلفي».
واستطردت قائلةً: «رأيتها تضع مواد كيماويةً -مبيِّضاً أو منظفاً أو شيئاً من هذا القبيل- في قهوتي، وسألتها: ماذا تفعلين؟ فردَّت: أحاول تسميمك».
وتابعت كريستين: «تصوِّرني وسائل الإعلام على أني منتهكةٌ لحقوق الطفل، لكن لا يوجد طفل هنا. كانت ناتاليا امرأةً. كانت تمرُّ بفترات حيضٍ. وكانت لها أسنانٌ كأسنان البالغين. ولم تنمُ إنشاً واحداً، مثلما هو الحال بالنسبة للأطفال المصابين بالقزامة».
وأكملت: «أكَّد الأطباء جميعاً أنها تعاني مرضاً نفسياً حاداً لا يُشخَّص به سوى البالغين».
الزوجان تسرعا في تبنّي الطفلة
قبل توجيه التهم الجنائية إليهما يوم 11 سبتمبر/أيلول من العام الماضي، كانت كريستين وزوجها مايكل يُعتبران والدَين مثاليَّين ربَّيا طفلاً «عبقرياً» هو جيك بارنيت.
فرغم تشخيصه بمرض التوحُّد في الثانية من عمره، نشر جيك أول ورقةٍ بحثيةٍ أكاديميةٍ له في الثانية عشرة، ولما بلغ الخامسة عشرة كان يدرس في معهدٍ راقٍ للفيزياء.
وكان الزوجان بارنيت محنَّكين في الاعتناء بالأطفال المتبنّين، إذ كانا يديران حضانة رعايةٍ نهاريةٍ من منزلهما بمدينة ويستفيلد في ولاية إنديانا. وقد استقبلا الصغيرة مجعَّدة الشعر من فلوريدا في شهر مايو/أيار 2010.
وبينما كانت تعيش مع الزوجين بارنيت، تمَّت إجراءات تبنِّي ناتاليا في نوفمبر/تشرين الثاني من ذلك العام.
وفي حوارٍ صريحٍ مليءٍ بالدموع مع DailyMailTV، أصرَّت كريستين على أنها عاملت الوافدة الجديدة على أسرتها كما لو كانت من صلبها.
وأضافت: «لطالما أردت عائلةً أكبر، وكنت أعاني مضاعفات حادةً جداً في حملي، وعجزت عن إنجاب مزيدٍ من الأطفال».
ولما كان أمامهما 24 ساعةً فقط لإتمام التبني بصورة عاجلة، سارع الزوجان إلى أحد مراكز التبني في فلوريدا لتوقيع الأوراق ومقابلة ابنتهما «ذات الأعوام الستة».
كما لو أن قصتهما فيلم رعب حقيقي
لكنهما لم يستخلصا كثيراً من المعلومات عن خلفيتها: كانت ناتاليا مقيمةً في الولايات المتحدة مدة عامين، وتحمل شهادة ميلاد أوكرانية توضح أن تاريخ ميلادها هو 4 سبتمبر/أيلول 2003، واحتاجت منزلاً يرعاها فوراً، لأن أبويها بالتبنِّي السابقَين قد تخليا عنها فجأةً لأسباب غير معلَنة.
وكان أول إنذارٍ لكريستين عندما رأت الفتاة الصغيرة عاريةً للمرة الأولى.
وقالت: «كنت أحمِّمها ولاحظت لديها عانةً مغطاةً بالشعر! صُدمت للغاية، فقد قيل لي إنها في السادسة من عمرها وقد بدا أنها لم تكن كذلك».
إضافةً إلى ذلك، لم تتحدث بلهجةٍ أجنبيةٍ، وحين طلبت أسرتها من صديق أوكراني التحدث بلغتها الأصلية، لم تفهمه ناتاليا وعجزت عن وصف وطنها الأصلي.
وذكرت كريستين أنها بدأت تجد بُعيد ذلك ملابس داميةً في القمامة توحي بأن ناتاليا كانت تمرُّ بفترات الحيض وكانت تحاول إخفاء الأدلة.
ولما لجأت إلى مساعدة طبيب أسرتها، أمر بإجراء اختباراتٍ لكثافة العظام لتحديد عمر ناتاليا.
وهو ما جعلهما يتخلصان منها
وحين أظهرت النتائج أن الفتاة الصغيرة كانت بالفعل في الرابعة عشرة أو أكثر، قالت كريستين إنها استبدلت بأزياء الأميرات والفساتين الوردية ملابس لائقةً بعمرها.
وتنص عريضة الدعوى لطلب محاكمة الأبوين والتي تعود ليوم 11 سبتمبر/أيلول وحصل عليه برنامج DailyMail TV، أن خبيراً بمستشفى بيتون مانينغ للأطفال يُدعى الدكتور ريغز، قد أجرى اختبارات كثافة العظام على ناتاليا في يونيو/حزيران 2010.
وتكشف العريضة أن ناتاليا نفسها هي من أخبرت الشرطة في 2014 بأنها «تُركت وحدها» حين انتقل أبواها بالتبني إلى كندا، وخلصت الشرطة إلى أنها شاهدة «موثوق بها وذات مصداقية».
لكن لا توضح العريضة سبب انتظار المحققين خمس سنواتٍ حتى توجيه المزاعم ضد مايكل بارنيت، الذي طلَّق كريستين عام 2014 وتزوَّج امرأة أخرى، واستقرَّ مجدداً في إنديانا.
في حين اختفت هي ولا أحد يعلم مكانها
أما بالنسبة إلى ناتاليا، فلا الزوجان بارنيت ولا محامياهما ولا أحد ذو صلةٍ بهذه القضية المحيِّرة يبدو أنه يعرف مكانها الحالي.
وكانت آخر مرةٍ رأت فيها أباها بالتبني حين وقع الفصل الأخير من علاقتهما المؤلمة المربكة بمحكمة دائرة تيبيكانو في 2016.
هناك، تقدَّم زوجان باسم أنتوون وسينثيا مانز على نحوٍ مفاجئٍ، ليكونا الوصيَّين الشرعيَّين لناتاليا، وهو ما يعني إثبات كونها قاصراً واستعادة تاريخ ميلادها الأصلي. وقدَّم الزوجان بارنيت اعتراضاً يزعمان فيه أن ناتاليا بالغة.
وليست السجلات معلنةً، لكن توصَّل DailyMailTV إلى أن أحد القضاة أمر بعقد جلسات استماعٍ جديدةٍ لتحديد عمر ناتاليا، قدَّم فيها مايكل بارنيت وعددٌ من الخبراء أدلتهم.
وقد دعم القاضي النتائج الأصلية وأسقط الزوجان عريضة الوصاية. ومع إصرار كريستين ومايكل بارنيت على براءتهما، فليس من المرجَّح أن تنتهي هذه المسألة في وقت قريب.
وقالت كريستين وسط دموعها: «كنت متعاونةً طوال الوقت، وكنت صريحةً مع الناس طوال الوقت».
وأضافت: «تتهمني ولاية إنديانا بجرائم ضد طفلةٍ بينما أكدت ولاية إنديانا عدة مراتٍ أن ناتاليا بالغة». وطلبت كريستين الحفاظ على سرية مكانها، بسبب التهديدات التي تلقتها أسرتها.