أكاديمية دار الثقافة بسوريا تحتفي بالذكرى الـ 53 لرحيل الأديب الشهيد غسان كنفاني
بمناسبة الذكرى الثالثة والخمسين لرحيل الأديب والشهيد غسان كنفاني، نظمت أكاديمية دار الثقافة ندوة موسعة ومعرضًا للفن التشكيلي الفلسطيني في مقرها بمخيم اليرموك، بمشاركة نخبة من الباحثين والأدباء والفنانين.
استهل الندوة الباحث أبو علي حسن، الذي تناول الجانب الفكري والسياسي لكنفاني، مؤكداً أن حديث أدبه ونضاله وشخصيته ما زال مستمراً بعد أكثر من نصف قرن على استشهاده. أشار حسن إلى عشق كنفاني للوطن وإدراكه لمعنى الفقد، مستشهداً بقوله الشهير: “أتعرفين ما معنى الوطن يا صفية؟ يعني أن لا نكون تحت رحمة أحد في تلك المساحة الصغيرة جداً”. ووصف كنفاني بأنه كان قومياً وماركسياً متعدد الأبعاد، وثائراً مسلحاً بفكره وعلمه، ملتزماً بعروبته وحركة القوميين العرب.
من جانبها، ركزت الكاتبة وفاء حميد على الحياة الشخصية لكنفاني، مقدمة نبذة مختصرة عن نشأته ورحلته مع التهجير والنكبة والكتابة حتى لحظة استشهاده عام 1972.
جوانب متعددة من إرث كنفاني الأدبي والفني
لفت الكاتب غرز الدين جازي الانتباه إلى رؤية كنفاني النقدية الساخرة، التي ظهرت في مقالاته النقدية تحت اسم مستعار “فارس فارس”، رغم طغيان شهرته كقاص وروائي.
وفي سياق آخر، تحدث الفنان محمود خليلي عن مسرح كنفاني، مشيراً إلى أن الأديب لم يستطع التوقف عن الكتابة في سنواته الأخيرة، سعياً لتحقيق كماله النفسي كفلسطيني وكمبدع سياسي فعال. وقد كتب كنفاني مسرحيتين فقط: “الباب” (1964) و”القبعة والنبي” (1976)، التي نُشرت بعد استشهاده.
وقدم الفنان التشكيلي محمد الركوعي عرضاً موجزاً عن رسومات كنفاني، كاشفاً عن تأثره العميق به. روى الركوعي كيف استلهم أدب كنفاني ليرسم لوحات على مناديل ورقية ووسادته داخل معتقل عسقلان، مستخدماً أقلاماً جافة، وتمكن من تهريب هذه الأعمال التي تعكس فكر غسان.
واختتمت الندوة بقراءات أدبية، حيث قرأت القاصة حسن خميس قصة “القنديل الصغير” الموجهة للأطفال، وقرأ القاص عمر سعيد قصة “ورقة من غزة” من مجموعة “أرض البرتقال الحزين”، التي تجسد الواقع الفلسطيني في غزة.
أدار الندوة الناقد أحمد هلال، عضو أكاديمية دار الثقافة، وحضرها نخبة من المثقفين والأدباء، الذين أثروا الحوار وألقوا الضوء على جوانب أخرى من إرث غسان كنفاني الخالد.